تخطت الحرب شحذ التضامن.. اخرج سلاحك وفاوض

منى صفوان:

تخطت الحرب مرحلة شحذ التضامن ، الذي أصبح فرصة المأجورين من أصدقاء التحالف لتسجيل موقف ضبابي، يرفعون به حرجا ، الموقف الواضح اليوم ليس إلا أن تكون مع اليمن ، وإن تكون جزء من حقها بالرد، ومن سلاحها وقوتها، ومن مشروعها الوطني الجامع.

قوة يمنية واحدة الان يلتفق حولها كل اليمن، القوة التي ستحررهم من الشعور بالذنب ومن العجز ، اي حرب او صراعات او مماحكات جانبية خارج المعركة الرئيسية ، ليست إلا فرصة أخرى للخصم، والفرصة الأخرى هي رصاصة أخرى.

انتهي زمن انتظار رد فعل المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي شكركم البارحة يا أنصار الله في الأمم المتحدة ، لم يشكركم لأنكم سلمتم الحديدة، بل لانكم اصبحتم قوة ،يحسب لها حساب.

العالم لا يفهم إلا لغة المال والقوة ، الحديث عن السلام رائع وجميل، لكن ضع سلاحك على الطاولة وفاوض، ليشكرك الشعب اليمني ، لهذا الشعب عدو واضح ، وهو من كسر الحاجز وكشف نفسه.

لم يكن هذا البلد الا جار طييا ، لم نعتدي، لم نسفك دما، برغم التدخل بكل شؤوننا وتغذية الحروب بيننا ، وحان الوقت ان يظهر اليمن شيئا من بأسه الشديد ، ولم يعد على اليمن حرج.

عملية ارامكو لم تكن العملية الوحيدة ، بل الأولى التي تم الإعلان عنها، وهنا لا يكون الانتصار العسكري لانعدام الأخلاق ، هذه هي الحرب الخارجية الأولى التي نخوضها وسوف تكون الأخيرة .

هذه حرب مصيرية في تاريخ ومستقبل اليمن، هذه ليست حرب إيران وحلفائها، بل حرب اليمنيين، واليمن اليوم يزداد توحدا، وبدء يفهم ويدرك، برغم الدعاية الضخمة ضده .

ان تفكيك الدعاية والاكاذيب مهمة أصيلة من هذه الحرب ، لاتوجد مخازن أسلحة بين المدنيين ، بل أن المدنيين يعاملون كأهداف عسكرية .
لقد تم استهداف الأطفال والامنيين في البيوت، ورصد الصحافيين، الجريمة واضحة وتكرر، وقوة الردع من حقها الرد، فهناك من يستصغر اليمن، وهو له قدر لم يعرفوه بعد حق قدره. فقد اجبروه ان يغضب، وان يدافع عن نفسه.

لقد زادت شعبية أنصار الله الحوثيين ،لكنهم ليسوا الا جزء المجموع اليمني العام، هذا مصير اليمن، ومشروعها ، ولن تتخلف عنه ، انها حرب الفناء أو البقاء، وليست مجرد حرب انتقام.
انتم تقزمون اليمن حين تختصروه بمجموعة قتالية ، ان من يحارب هو اليمني في السهل والجبل، لأن من يستهدف ليس فقط الحوثيين.

بقى ان أضيف شيئا… حين أعلن عن عملية ارامكو تم شكر أبناء المنطقة لمساعدتهم في إتمام العملية ، وهذه نقطة ارتكاز لا تعني انه يمكن ضرب العمق ، بل ايضا لقد تم اختراقه، والرد بضرب المدنيين دليل فشل على الرد بذات المستوى من العمليات المحترفة.

مقالات ذات صلة

إغلاق