صامـــــــــــــد أنا وغيري

بقلم /فتاة صعده الثائره:

مضت على اليمنيين سنوات عجاف أصيبت فيها الأرواح بالخواء الروحي والفراغ الوجداني الذي أفقدهم القيم الجهادية ،  وفي شهر رمضان المبارك تعودوا استقباله برصد وترقب برامج المسابقات الرمضانية سواءً كانت تلفزيونية أو إذاعية للحصول على فُتات أموال التجار والتي قد تكون غالباً من أموال الزكاة يتم توزيعها على المساكين السذج في برامج مسابقاتيه غير هادفة يتصل فيها المشارك ويفوز وهو لايعلم ماهو السؤال وماهي الإجابة إلا ان المُقدم للمسابقة قَّدم له الجائزة على طبقٍ من ذهب.. وتعد هذه محاولة من كثير من المحاولات التي كان أعداء الأمة يستخدمونها في صرف المسلم عن محور العبادات التي سيتقرب بها إلى الله في شهر رمضان وجعله يلهث وراء مصالح مادية تشتت أفكاره وتشغل باله وتضعف بصيرته فلا يحوز على المؤهلات الإيمانية التي تصل به إلى منازل المتقين. 

لكن بعد أن تجلت ثقافة القرآن وأشرقت في سموات الأرواح اليمانية تغيرت موازين الأمور وانقلبت المعادلات فنجد اليوم إذاعة الحكمة اليمانية إذاعة سام بما تُصدره من برامج توعوية وثقافية ترتقي بالإنسان اليمني إلى حيث السمو فقد أعادت ضبط وإعداد نفسية المستمع اليمني وجعلت منه بدلاً من مستهلك لايهمه إلا جمع المال إلى منتجٍ يحمل قدراً كبيراً من الروحية الجهادية ..

ومن خلال برنامج  صامد أنا وغيري الذي يُبث للعام الثالث على التوالي خلال شهر رمضان ..لمسنا قوة شموخ اليمني وحكمته العظيمة وسخاء روحه قد تجلت في مشاركاته ،فبرزت نورانية الثقافة القرآنية وسمو ورقي أهدافه وتطلعاته خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها بلدنا من عدوان ظالم غاشم ، من خلال السعي الحثيث للصغير قبل الكبير في أن يكون شريكاً في صناعة النصر.

وماكان ذلك إلا ثمرة ماتقدمه هذه الإذاعة من فقرات برامجية تبث من خلالها الروح الثورية لدى المواطن اليمني وأخص بالذكر البرنامج الذي أتابعه دائماً (صامد أنا وغيري)

تميز هذا البرنامج بتميز مقدمَّيه  هوامير الإبداع  الأستاذين القديرين حمود شرف وعبدالله الحيفي ..اللذان نالا محبة وتقدير كل يمني مجاهدٍ وحر ،من خلال مايقدمانه من مواضيع تلامس واقع احتياجات وتطلعات المستمعين 
فقد عشق الكثير هذا البرنامج وأصبحت عجلة راديوهاتهم لاتُدار إلا لتبحث عن إذاعة سام برنامج صامد أنا وغيري ليعيشوا كل يوم على مدى ساعتين أو ثلاث المتعة والفائدة في تحصيل الوعي القرآني بقالب فكاهي نادرٍ وجميل.

وقد انفرد مقدميَّ البرنامج والقائمين عليه عن غيره من البرامج
بسلاسة الطرح ..وبساطة الإيحاء ..بجاذبية الفكرة..ورونق الإخراج ..بسرعة البديهة ..وقوة الإقناع ..بمواكبة أحداث الواقع ..وطرح حل الإشكاليات ..بشد المستمع إلى الفكرة ..وغرس أثرها الإيجابي في نفسه
بترسيخ الروح الجهادية الثورية..وزرع المبادئ والقيم اليمنية الأصيلة

إلى جانب ذلك يحلق المستمع في الدقائق ماقبل الأخيرة منة إلى الدرجات العُلا من العطاء والبذل بالمشاركة في حملة (حي على خير اليمن) في مراحل دعم وإسناد قوات جيشنا ولجاننا الشعبية المجابهة للعدوان(صاروخية، وبحرية وجوية،وهندسة) ، لتتجلى حينها الهوية اليمنية الإيمانية على أروع أشكالها وأرقى نماذجها فنرى الضعيف ينفق مما أجاد به الله عليه، ونرى الغني في نفس الركب يطوف ،
ونرى الطفل الصغير يدفع بحصالته التي طالما تشوق لشراء الحلوى وهو يجمع المال البسيط فيها قليلا ًقليلاً.. إلى أن أصبح الف ريال فيدفع به للقوة الصاروخية وهو مستبشر بإنه سيسهم في صناعة صاروخ يصيب به نحر العدوان فكان حماسه لذلك أكبر من شوقه لتذوق طعم الحلوى .

نسمع أم الشهيد والمرابط والأسير وهي تجود بالمال بعد أن جادت بفلذة كبدها وهي تبكي فرحاً وفخراً بأبنائها اليمنيين عندما تسمعهم يتسابقون لتقديم كل مايستطيعون إنفاقه في استشعار ٍمنها لعظمة هذا الشعب المعطاء.

نستمع إلى زوجة الشهيد التي أصبحت تعول خمسة أو ستة أيتام وهي تعطي المال بروحية شهيدها نستمع إلى الأب الشائب الرعوي البسيط في نظرنا والكبير بوعية وإيمانه بقضيته يجود مما أجاد الله به عليه ..الكبير والصغير يسارعون  (( إلى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين))
في لوحة فنية بديعة تجعل الواعي يتأملها طويلاً ويسأل نفسه ماذا جنى المرتزق والمتخاذل  على نفسه حتى لايذوق هذا الشعور ؟!
ويبقى برنامج (صامد أنا وغيري ) أكثر من مجرد برنامج إذاعي يزداد عدد متابعيه وعشاقه كل يوم ..إنه جبهة وعي ، وجبهة دعم معنوي ومادي يرفد الجبهات بالمال والرجال ، فكان مثالاً للإعلام المجابه والمتحدي ..بل أكبر جبهة تثبِّت دعائم الصمود والنصر.

مقالات ذات صلة

إغلاق