عفاف البعداني|| أمريكا زوبعة العصر

بقلم / عفاف البعداني

لبرهة من الزمن سنعود إلى ماضي الشعوب ونلتمس بعض الأحداث التي تكشف لنا أنها تعيد نفسها بعصرنا
ولكن بهوية وبإستراتيجة جديدة،متطورة بالإحتلال والغزو.

فلو تطرقنا بالنظرالى
ذلك العصر القديم
حيث قامت دول ،
وظهرت حضارات ،
وبنيت آثار،
من صنع الإنسان بطرق بدائية متقنة ،
وكانت حضارة واحدة كفيلة أن تضم في جناحيها مئات بل الآلاف من الأحياء وتبعث لهم حياةٍ آمنة تحت قوانين وأنظمة تنتطلق من بواعث إسلامية.

لم يكن السلاح في عصرهم متطور
وله القدرة على أن يبيد شعب بأكمله بساعات ودقائق ولحظات
بل كان سلاحهم السيف والرمح
ولكن بهذا السلا ح
فتحوا بلدان ،
وحرروا أوطان، وكسرواطواغيت ،
وأعادوا الحقوق إلى أصحابها ،
فقط بالسيف ولكن السر يكمن في أنفس وبواعث وعقلية وفكر حامل ذلك السيف من حرية ونضال وعدل وإيمان.

هكذاتعايشت الحضارات مع بعضها
و قد تحصل خلافات، ندبات، إنتكاسات،
ولكن يبقى الأصل القومي والقبلي والحضاري موجود نوعاً ما لم يقتل نهائيًا .
فلم يحدث في عصرهم أن دولة صغيرة كأمريكا
قررت أن تسطير على كرة أرضية بأكملها بطريقة تعسفية
وتفرض دينها على مئات الشعوب
وتجتاح مقدسات من أصول إسلامية
وليست يهودية.

نعم كانت حياة
تعتريها الحروب النزاعات الظلم ولكن ليس بشكل مفرط
كما نشهده الآن بعصرنا ؛
تفكك دول
وانقسامات داخلية،
حكام ليس قرارت شعوبهم بأيديهم،
إقتصاد لايركن على التصنيع والزراعة والبناء الذاتي بل قائم على الإستيراد.

دول فتك بها الحرب من كل جانب، نزوح شعوب بأكملها أحداث مروعة تشيب حديقة كاملة من مباهج الطفولة.

كل هذا وغيره نراه ونلمحه ونلحظه
ونحن نقلب صفحات من واقعناالمعاصر
ونحن نشاهد الأخبار من قنوات تلفزيونية،
أو من جرائد ورقية ،
ومن يقرأ هذه الأحداث كلها بمنطقية
سيعرف أن ورائها خريطة حقد أُحيكت منذ زمن طويل بخيوط حادة وخبيثة على يد
بطل مستبد ولكن أعترف أنه ذكي ومتأني بإستبداده
أراد أن يلعثم الشعوب والدول بزمن قياسي يمتد مع الوقت الطويل
وأن يسيطر على العالم بأكمله ويضع كل العرب تحت وطأة خريطته الجهنمية و التحكمية.

نعم
كانت الأحداث ترصد والشعوب تراقب وتفتت فكرياً ومكانياًكل يوم
ونحن لاندرك.

إنتشر الفساد في الداخل وبعدها تأهبت الفرصة لإشعال فتيل الحروب
لأن الوقت مناسب والشعوب في حالة تفرق وضعف داخلي .

وفعلاً تفشت الحروب وبدأت في العراق وسوريا ومصر وأنتهت بحرب غالبية دول الخليج ومعهادول كبرى في شن حرب على اليمن .
تمددت الخريطة من شمال الولايات المتحدة وأخذت مساحات واسعة في الوطن العربي ونحن استقبلناها بغباء وأسميناها الربيع العربي
وكانت هذه النشوبات ناتجة عن مخططات أمريكية
وقد أسميتها
(زوبعة العصر )
نعم زوبعة
فبعد أن شغلت الدول عن التقدم الفكري، والتصنيع ،والتطور العسكري، بالحروب والاختلافات المميتة التي غزت الفكر والدين
ظهرت
بصفقتها القرنية المنتظرة
في أخذ القدس وإحتلال مقدساتنا بالتدرج وبكل وضوح
نعم
ذلك البطل
أو المخطط الأمريكي كان دقيق ويكبر ويترعرع ويسقى بدم وإختلافات العرب .

وبهذا ظن البطل الأمريكي أنه كما أستطاع أن يسلب بعض الحكام قرارتهم وأن يأخذ خيرات شعوبهم
أنه بإمكانه أن يخضع
كل العرب
لا أيها البطل المتوهم ..

راجع حساباتك وقرارتك وخيوطك الخريطية في منطقة وحضارة إسمها “اليمن ”
وفي معرض عسكري جديد إسمه الصماد

يامدلل في خارطة بعض الحكام بطقوسات تلميعية
ياسيد من باعوا ضمائرهم وسيادتهم
نحن لسنا كغيرنا ،نحن نختلف ، نحن لاندلل الظالمين المستبدين،
نحن قرارتنا سيصنعها شعبنا وجيلنا وحكامنا بفضل الله
ولاشك أننا ندفع أثمان باهضة بل تكاد أن لاتثمن في سبيل أن نعيش بحرية

نحن نقدم كل يوم مواكب من الشهداء
بصبر ،نحن نواجه عدوان عالمي وحصار خانق يمنع دخول أبسط المقومات ،نحن نشاهد تدخلات في نشوب عملة جديدة تهدف إلى قتل ماتبقى من الإقتصاد اليمني وتنهيه
ولكن يكفي أننا نعيش بكرامة
يكفي أننا صرخنا بالموت لأمريكاولم نخاف.

أيها الظالمين المحتلين
أوقفوا مراسمكم العابثة أوقفو افراحكم السوداء التي ظنت أنها ستحول الوطن العربي إلى لعبة متحركة في خيوط أمريكية تحكمية.

ببساطة نحن نختلف عن مخططكم الغزوي
لأن الشعب اليمني يحمل في كنفه قدرات تخترق المحدود وتتجاوز أقسى الصعوبات الزمنية والمكانية ،
في عز ضعفنا نبحث عن الحلول
ومن غويص بؤسنا نسعى لنتشبث ولوباأطراف من الامل .
فلاتظنوا أن افعالكم ستعمر سنينها فينا نحن نختلف عنكم
لا تفرحوا ولاتقيموا المراسم بتغلبكم علينا أو بضياعنا أو بضعفنا
أوقفوا
تلك المراسم العابثة أوقفوا
تلك المراسم السوداء
لأنها بلحظة وبلا مقدمات ستتحول
إلى مآتم فارغة.
ولتتذكروا أن اليمن مقبرة للغزاة
——————-
اتحاد كاتبات اليمن

مقالات ذات صلة

إغلاق