ولتنّامِي يا طُفُولة في رحمةِ الراحمين

كتبت ـ روان عبداللَّه جاراللَّه

أطفالُنا الصفحةِ البيْضاء ، الحياةُ الصافية، شجرةُ نقاء وارفةِ الظلالِ و أغصان عفويةٍ تحمل ثمار القبول والمُتعة ، أنفاسهم عذبة ، قلُوبهم طاهِرة، صافية ، نقيّْة ، صادِقّة ، مُميزات يحمِلُونها و يفتقِدها الكثير، لم يأذوا أحداً ولم يحمِلوا سِلاحاً قط !

ويأتي الوحوشُ الذين يحملون في أحشائِهم الموت والقتل والمعاناة وإرَاقة الدماءِ و مختلف الأفعال البشعة التي تكون كقبضةُ اليدّ مجتمعة تضرب وتخنق النُفوس البريئة !

سعيدة طفلة روحها باذخةِ الطُّهرِ، ابتسامتها فيها من البراءةِ ، أنفاسها سحائب ماطرة وأريج عبِق ، كأكليل الياسمين تتقلد جيد الحياة فتكون زينة لها ، لكن يتغلغل أثر العنف المهول والحقد الدفين في قلوب أولئك الطغاة المتكبرين قتلة الأطفال ، فقتلوا طفولتها ، أعدموها حياتها ، قطعوا أنفاسها ، أثكلوا أمها ، بمدفعيتهم الإجرامية .

نعم بجريمتهم هذه وسابقاتها من الجرائم ومنذ بداية عدوانهم ، أصبحت رمالُ الأرضِ تكرههم بكثرة ما أشبعوها بالدِّماء البريئة ، و عصافير السماء بهتت ودموعها تقذِفَهُم ، و لن تطأ أرض البشر بأقدامكم ولن تدخلوا أعماقها فديدانها ستطردكم .

ماذا ستقولون يوم القيامة لملايين من الأمهات والآباء من أحرمتموهم فلذات أكبادهم ؟!
ماذا ستقولون وأنتم من قتلتم الأطفال والأمل والرجاء !؟ ماذا ستقولون وقد خطفتم الابتسامة مرة أخرى من على وجوه الأشقياء ، و اقتلعتم الحب من عيون الأبرياء؟! ماذا ستقولون وأنتم من بثيتم الرعب بين أوساط الأطفال العصافير و شاهدوا ذلك الموت الحيّ وذلك الراعب ؟! ماذا ستقولون وانتم من هدمتم المنازل على رؤوس ساكنيها ؟!
ما موقفكم أمام أرحم الراحمين ؟! بماذا ستتحججوا وماهي الأعذار الواهية
التي ستقدمونها ، لكن ذلك اليوم لا عاصم لكم من الجبار ، سيقتص الله لسعيدة وإشراق وبثينة وكل طفل أذقتموه الموت والوجع .

نحن شعب يعتلي صوتنا فوق صوت الظلم ، كلماتنا أمام القتلة تهتز لها الجبال ، سنقف على جمر من لهيب نار جهنم لنقاتل قاتلوا الطفولة ، ونذيقهم العلقم ، رجال الله لم يسكتوا ولن يسكتوا عن قطرة دم تسفك والأيام تثبت كل هذا .

قتلوا سعيدة لكن سيبقى اليمن سعيداً رغم كل الجراح .

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق