مصافي بقيق وأصوات النهيق

كتبت ـ بلقيس علي السلطان

مابين مصافٍ تحترق ، ومسيّرات تخترق ، ومابين صواريخ تنطلق ومن ثناياها شعاعات النصر تلوح وتنبثق ، ومن بين أصوات تجأر بالنهيق ، واحتراقات تلتهم مصافي بقيق ، من بين أنفاس أطفال لا تستطيع الزفير ولا الشهيق ، من أمواج بحر الحديدة وعدن والتقائها في حضن المضيق ، من كل ذلك وأكثر يُصنع تاريخ سيحفر في الذهب وفي العقيق ، تاريخ عز أساسه ماض عريق .

لم تكن عملية الإغارة على مصافي بقيق بالشيء المستغرب لمن يتابع التحذيرات المتوالية من قائد الثورة بأن تعي جارة السوء بأنها وقعت في منحدر كبير ، ليس لها من النجاة منه سوى التراجع عن عدوانها الأحمق الذي تكفلت بالقيام به بإيعاز من دول الشر الكبرى أمريكا وإسرائيل ، وبأن اقتصادها سيكون في مرمى الأهداف المشروعة للقوة الصاروخية والطيران المسير ، وبأن اليمن أصبح يمتلك قوة صاروخية تصل إلى الرياض وإلى مابعد الرياض وبعد بعد الرياض ، لكن هذه الرسائل لم تفهم مغازيها فكان لا بد من التنفيذ لعل هؤلاء الغافلون يفهمون أو يعقلون بأن اليمن عندما خرج من نطاق وصايتهم أصبح يمناً آخر ، يمناً يتنفس الحرية و يرتدي العزة والكرامة ويصنع سلاحه الذي يدافع به عن حياض بلده بنفسه .

لقد كانت عملية بقيق الرادعة عملية موجعة لمملكة الرمال ، ومايثير الاشمئزاز هي تلك الأبواق التي تنهق بأن من قام بهذا الفعل هي إيران وبأن اليمن لا يمكن لها أن تقوم بذلك !
فبدلا أن تعي هذه الأبواق الرسالة جيدا وتنقلها إلى العقول المتحجرة ، باتت تنهق بعبارات وجمل مفادها أن الصفعة التي تلقوها هي من إيران ، وبأن انطلاقها كان من قطر أو العراق !
والمضحك أكثر هو اهتمامهم باتصال ترامب الذي اتصل هاتفيا مبديا استعداده للذود عن حمى مملكتهم الهالكة !

والتساؤلات هنا تطرح نفسها قائلة: إذا كانت إيران هي من نفذت هذا الهجوم فلماذا لا تصفون حساباتكم معها وتتركون اليمن وشأنها؟
وإذا كنتم لا تستطيعون حماية أنفسكم وتستدعون من يذود عنكم فلماذ تعتدون على جيرانكم وتنفقون أموال طائلة من أجل ذلك ؟
والسؤال الأهم هنا إلى متى ستظلون تجرون مملكتكم إلى حافة الهاوية ومتى تتيقنون بأنكم إذا هويتم فلن تنفعكم أمريكا وإسرائيل ومن معهما من دول تحالف الشر ؟

في مثل هكذا واقعة على أي بلد نفطي ضُربت أكبر مصافيه وتوقف نصف إنتاجه من البترول يتوقع الشارع أن يرى من يحكم البلاد يتخذ الإجراءات التي تنقذ بلده من هكذا مأزق ، أما أنك ترى ابن سلمان في أول ظهور له بعد حادثة البقيق وهو يحضر سباق للهجن ؛ فليس له دليل سوى أن مهفوف البعير أراد أن يعيش الضربة الموجعة بين أقرانه من البعير ولا فرق بين بعير تجري لتسلية ولي العهد وبعير تعتلي المنصة بجوار ولي العهد ولعل التي تجري أحسن حالاً من التي تعتلي المنصة لأن عقولهم أضل وأطغى ، ولو كان بينهم أولو بقية ينهون عن الفساد ماتركوا هكذا عقول تحكمهم وتقود مملكة رمالهم إلى مهب الريح ،
والله من وراء القصد .

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق