إستنفار عالي للقضاء على الفساد

كتبت/ دينا الرميمة

الفساد كلمة ما أن تسمعها تشعر النفس بالاشمئزاز والغضب الشديد تجاه حاملها ، ظاهرة سلبية تفتك بأمن الدول وتصيب مفاصل حيوية فتؤثر فيها تأثيراً سلبياً.
وبلا شك لا توجد دولة محصنة من الفسادتماماً ولكن تختلف نِسبهُ من دولة لأخرى ومن قطاع الى آخر ، وربما كانت أكثر الأسباب التي تساعد على تنامي الفساد هو غياب الوازع الديني والأخلاقي في أوساط من تسلموا قيادة قطاعات او وزارات أو حتى رئاسة الدول ولايحملون ثقافة الإنتماء للوطن وحبه وتغليب مصلحة واطانهم وشعوبهم على مصالحهم الشخصية .
ولذلك تكون تلك القطاعات اكثر عرضة للإنهيارات وربما قد يؤدي الى سقوط دول بسبب هذه الأفه الخطيرة.
لذلك لابد قبل كل شيءمن العمل على نشر الثقافة الدينية والأخلاقية في أوساط المجتمعات وتنمية روح الولاء والانتماء للوطن والأرض، وتربيتها على أحترام القوانين وايقاظ الضمير الذي هو أساس كل فعل ماأن كان ميتاً ماتت معه كل المبادئ والقيم .
وهذا مالمسناه في شخصية الدكتور “طه المتوكل” وزير الصحة العامة والسكان الذي كان سباقاً بالدخول لمعركة الفساد .
عرفناه فقيهاً وخطيباً لكن ما أن استلم وزارة الصحة رأيناه وقد اتخذ من هذا المنصب سلاحاً لمحاربة الفساد في هذا القطاع برغم أن القطاع الصحي كان من أكثر المنشأت تأثراً بالقصف والحصار لكنه لم يجعل من هذا الشيء عائقاً لعمله إنما بدأ بإصلاح بعض ماتسببته هذه الحرب وعلى خُطى الشهيد “الصماد” (سلام الله عليه )سار ومن منشأة لإخرى رأيناه يتنقل باحثاً عن أماكن الخلل التي قد تُودي بحياة الكثير وتقديم المساعدات للكثير من المناطق المفتقرة لبعض الخدمات .
ومن مدينة لأخرى مسافراً مفتشاً عن بؤر الفساد وأماكن اختبائها في كافة المستشفيات والمراكز الصحية وهيئات الأدوية التي تسلط عليها هوامير الفساد وبارواح الناس يُتاجرون دون أن يكون هناك ضمير يردعهم عن افعالهم الشنيعة التي راح ضحيتها الكثير من المرضى.
والكثير الكثير من الأعمال الهامة التي يصعب حصرها وعليها كل الشعب يرفع له كل التحايا ويحمل له كل التقدير والامتنان على تلك الجهود الجبارة التي يقوم بها.

وماأن أعلن الرئيس “مهدي المشاط” الدخول في معركة الفساد الجاثم على مفاصل الدولة ومنشأتها العامة منذ أكثر من أربعين عاما، رأينا استنفار واسع في الوزارات وقطاعات الدولة ورأينا استجابة واسعة من قبل القائمين على هذه القطاعات وبدأت العديد من المنشأت بتفعيل خدمة الشكاوي لكل من تواجهه مشكلة أو إبتزاز أو عرقله في معاملة أو عمل ما .
وبلا شك هذا التحرك الجاد الذي لمسناه منذ دعوة الرئيس المشاط الجميع للتعاون في هذه العملية الكبيرة لتطهير الدولة من الفساد والفاسدين اذا استمر الجميع فيها وعلى نفس الوتيرة لازالة الفاسدين واستبدالهم بأشخاص يحملون ضمائر حية وأخلاق ووعي ديني و يحملون الإنتماء الحقيقي لهذا الوطن فبلا شك سنرى اليمن الذي جميعنا يتطلع اليه،
يمناً جديداً مُعافى من كل المسرطنات والآفات التي كان العدو قد اتخذها سلاحاً بديلاً بعد أن تحطمت كل أسلحته الضخمة ومخططاته الخبيثة التي أستخدمها لإخضاع اليمن وشعبه فخابت رهاناته جميعها وسقطت تحت أقدام هذا الشعب وارادته القوية..

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق