حزام الاسد | ثورة فبراير وحزب الاصلاح، تسعة اعوام والاقنعة تتساقط

✒بقلم/ حزام الاسد
قد يفسر الكثير من الناس اندفاع حزب الاصلاح نحو ثورة الشباب السلمية في فبراير 2011م انه مجرد ركوب للموجة في مسار برجماتية وانتهازية هذا الحزب الذي يحمل ايدلوجية شيطانية سرعان ما تتبرأ من شريك استهوى وأضل كلا منهما الاخر طوال اكثر من ثلاثة عقود مضت، عانى خلالها الشعب اليمني من الويلات والنكبات والازمات بكل اشكالها والوانها وعلى كل المستويات حيث مثل حزب الاصلاح بكل أجنحته التي تفوق الستة اجنحة ميكب كل فساد ومطية العديد من التدخلات الخارجية على كل المسارات، ومن خلاله وعبر مدعي الدين والتدين والخطابة والتدليس استهدفت هوية الشعب اليمني وثقافته الاصيلة كمقدمة لضربه على كل المفاصل ومكامن القوة، وما استدعاء الصراعات الاثنية المناطقية والطائفية والجهوية مؤخرا من قبل هذا الحزب بعد ارتمائه في أحضان منتجيه وصانعيه الّا نتاج ميكافللية عمياء انتهجها هذا الحزب مبكرا من خلال سياسات وقيادات لاترى في ابناء الشعب اليمني الا سلالم وحبال للتسلق والصعود نحو اهداف السلطة المرتبطة والمكبلة بالتزامات الخارج وتبعية العدو البعيد قبل صنوة القريب.
لقد مثلت ثورة الحاي عشر من فبراير 2011م بالنسبة للقيادات الحالمة من هذا الحزب بأمل العودة الى سدة التسلط والاستحواذ والهيمنة والعمالة طوق نجاة وقارب مطاطي قد يوصلهم نحو المأمول لاسيما وقد وجدوا مجدفين ومجادف حزبية انطوت لهم تحت عباءة السبأفون ومظاريف الاوراق الخضراء، غير أن أمواج الشعب العالية والتي بدأت بتلاطم بسيط في خلجان وساحات صغيرة وضيقة ليتسع نطاقها وليرتفع مدّها وينخفض جزرها وتأخذ بالتعاظم مع تعاظم المطالب الشعبية المحقة وارتفاع تكاليف فاتورة المعاناة وتنمامي السخط الشعبي المتزايد والممزوج بدماء الاحرار من الشباب الحالم بالغد المشرق المسفوكة ظلما وبغيا، وفي مقابل كل جمعة كانت ترفع لها راية وعنوان كانت تسقط عن سوأة هذا الحزب ورقة من اوراق التوت التي ظل يتدثر بها، يزايد وضلل من كان به مغرم وبشعاراته مخدوع وبتهريج مهرجيه مولع، حيث ما فتأ هذا الحزب على إضحَاك الناس ليَضحك ويستغفل عقولهم بمضامين ومنطلقات ثقافته الوصولية الانتهازية الحاقدة، ليستدعي دائما الصراعات الاثنية سواء الطائفية منها او الجهوية والمناطقية ليصل الحد به الى التكفير وتفجير بيوت الله مع المصلين ليعلن للملئ ابتهاجا وانتشاء بانتصار وانجاز تحقق له! وهذا هو ما أوصله وقياداته وقطعانه اليوم لأن ينتعله ويوجهه أحقر واصغر موظف أمني او عنصر مخابراتي او ادنى مسؤول من انظمة دول العدوان ليجعلوا من ذواتهم ملطشة من لا ملطشة له، وهنا تكمن العبرة وترتسم سوء الخاتمة والمنقلب، فما كان لله خالصا دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
اجدها اليوم فرصة لمخاطبة من لا يزال يقبل بأن ينعت بهذا الحزب بتذكيره بشعارات واهداف ثورة الحادي عشر من فبراير 2011م وبعناوين المسيرات واسماء كل يوم جمعة ثورية، وخصوصا تلك الشعارات التي رفعت للمطالبة بالاستقلال ورفض الوصاية الخارجية، لربما لو استعاد بعضهم الذاكرة ولو قليلا او عكس تلك الشعارات على واقعه اليوم فقد يصحوا ضميره مالم يكن ضميره قد مات او كان فاقدا له من الاساس .
… ذلك بأنهم قوم لا يعقلون”

 

عضو المكتب السياسي لانصار الله

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق