حزام الأسد يكتب عن | (غريفيث وتورنيدو) والدور البريطاني

___________
✒ بقلم / حزام الأسد

دائما ما يحاول غريفيث التواري خلف ستار الامم المتحدة، لاضفاء الحياد الزائف على دوره السلبي والمشبوه، لكن ما يلبث أن يكشف عن الوجه البريطاني صاحب التاريخ الاسود والنزعة الاستعمارية والدور الرئيس مع امريكا في العدوان المستمر منذ خمس سنوات على الشعب اليمني، لمحاولة إركاعه وإخضاعه لهيمنتهم وتفكيك وتجزئة هذا البلد لصالح مشاريعهم بالمنطقة في مسار خلق مايسمى (بالشرق الاوسط الجديد) عبر الحروب وارتكاب مختلف الجرائم بحق الانسانية وتحت مختلف العناوين والمبررات الكاذبة.
كان على غريفيث وهو يزور اليوم مدينة مأرب خلسة، محاولا ايقاف تقدم الجيش واللجان الشعبية وإنعاش معنويات من زرعتهم بلاده في ترعة الاسماعيلية بمصر عام ١٩٢٨م ونشرت فسائلهم على المنطقة والعالم، أن يعرج قليلا الى الشمال من مأرب ليقف على ركام “التورنيدو” مفخرة بريطانيا العظمى ورسالتها للشعب اليمني، إن لم يكن يرغب بالوقوف على أطلال وأنقاض منازل المدنيين المدمرة، والاطلاع عن كثب على ماصنعته تورنيدو بلاده وقنابلها العنقودية بأطفال ونساء اليمن.
غريفيث الذي هرع اليوم مسرعا الى مأرب لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مشروع الاقلمة والتقسيم السداسي، متزعما لمعركة خاسرة بالنسبة لبلاده ودول العدوان ومصيرية بالنسبة للشعب اليمني المصمم على تحرير كامل ترابه ونيل استقلال قراره، كان الأحرى به كمبعوث أممي أن يترك هذا الدور لسفير او وزير خارجية بلاده كما فعل ذلك سابقا في عدن، وأن يستمر هو في دور المؤاربة الموازي لمسار العدوان واستمرار الحصار على الشعب اليمني الذي تسبب بأكبر كارثة انسانية في العالم بحسب توصيف الأمم المتحدة نفسها، عبر تغطيته وتستره على جرائم العدوان واطالة أمده بالاحاطات التنظيرية المشبعة بالاكاذيب والمواعيد العرقوبية التي دائما ما تتحدث عن فتح مطار صنعاء الدولي والتخفيف من القيود المفروضة على دخول المواد الغذائية والدوائية والوقود الى ميناء الحديدة، والتي لا تخلوا كذلك من الاشادة بالدور السعودي والاماراتي الانساني في اليمن! والذي يظهر مصاديقه في أشلاء ودماء الاطفال والنساء والمدنيين تحت انقاض منازلهم وفي الاسواق والمستشفيات والمدارس وصالات العزاء والافراح وفي المزارع والطرقات العامة ومخيمات النازحين وحتى دور المكفوفين والمعاقين.
نحمد الله تعالى على نعمة القيادة الحكيمة والمشروع القرآني وعلى استقلال القرار، والا لكنا اليوم معولين كغيرنا على هذه المخلوقات المتلونة وعلى السراب الأممي الزائف.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق