من ذاكرة الطفولة والعدوان

بقلم ـ أماني عبدالخالق المهدي

خمسة أعوام مضت ونحن نمضي معها بكل ثبات وصمود وشموخ
لازلنا نتذكر ليلة السادس والعشرين من مارس للعام 2015 حينما استيقظنا بعد منتصف الليل فزعين من أصوات الطائرات والقصف الجوي الذي انهال فجأة على العاصمة صنعاء وتحديداً على البيوت الآمنة وأول الضحايا كانت أسرة استشهد كامل افرادها في بني حوات قرب مطار صنعاء …

كنت أسمع أصوات الصواريخ والطائرات وكنت كغيري لا أعلم ماذا يحصل ولا ماهو السبب ولكني علمت انها جارة السوء هي من تبنت وأعلنت الحرب و العدوان الغاشم علينا بذرائع واهية …!

هناك الكثير من المواقف المحزنة حصلت .. ومنها موقف مازال عالقاً بذاكرتي إنه موقف قصف حارتي وأصوات الطائرات والصواريخ والقنابل تمازج بأصوات الأطفال وهي تصيح وتستغيث .. وصيحات النساء تملؤ الأرجاء ، أصوات المسعفين .. وسيارات الإسعاف ، وأنين الجرحى الذين ينتشلونهم من تحت الانقاض ..إلى المشهد الصادم والمبكي جثث الشهداء من الأطفال والنساء البريئة !! ياللهول ..
مشاهد تقشعر لها الأبدان .. كيف هذا .. ؟! من المستفيد من قتل أطفالنا ونساءنا ؟!
أي جرم ارتكبه طفل أو امرأة ؟!!

كيف كان الحي مليئاً بالحياة وكيف أصبح مهجوراً فجاة نتيجة تخوف السكان من حصول قصف مشابه ..

هكذا بدت حارتي وكثير من حارات صنعاء والمدن اليمنية التي تعرضت لقصف تحالف الشر السعودي الأمريكي وبعد أن كان الحي الذي نسكنه مكانا آمنا للأطفال يخرجون للعب فيه ها هو أصبح مقفراً موحشا … !!

استمر القصف والقتل اليومي سنة بعد سنة .. ومازالت مشاهد القصف والخراب والقتل اليومي عالقة في اذهان الصغير قبل الكبير وكان الأطفال كلما يسمعون أصوات الطائرات يصرخون بكل إندفاع وتحدي مرددين للشعار ..
ثم صار الكثير من أولئك الأطفال بعد خمس سنوات من الحرب والعدوان والحصار شبابا انطلق للجبهات بعد أن عانوا كثيييراً وشاهدوا الموت كل يوم يوزع عن يمينهم ويسارهم ..
نعم نطلقوا كالبراكين الثائرة إلى الجبهات بإيمانهم بوعيهم الكبير بعدالة قضيتهم واستشهد منهم من كتب الله له الشهادة ومنهم من لا يزاال يقاتل دفاعا عن أرضه وعرضه وكرامته حتى النصر ..

فلله در مجاهدينا وسلام الله على شهدائنا الأبرار والنصر لليمن والموت لأمريكا وإسرائيل وآل سعود.
#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق