قراءة في خطاب السيد قائد المسيرة القرآنية في الذكرى الخامسة للصمود الأسطوري قراءة

بقلم ـ هناء الوزير

يابضعة من نسل حيدر أخلصت
خلقا وخلقا في البلاغة والدم

في الوقت الذي توج فيه اليمنيون عامهم الخامس من الصمود والثبات أطل قائد المسيرة القرآنية إطلالة المجاهد الواثق الثابت الصابر في رباطة جأش معلنا للشعب كل الشعب أن عاقبة صمودنا وصبرنا نصرا وفخرا .
معلنا حالة التأهب والاستعداد القصوى رغم انقضاء سنوات خمس ، بنبرة يعلوها تحدي الفارس الواثق، كونه يركن إلى ركن وثيق معتمدا على الله القوي العزيز في حالة من الثقة المطلقة التي تعكس الحالة الإيمانية ،ومستوى الارتباط ،موجها أهم الرسائل للشعب اليمني خاصة وللأمة عامة ،كون رسالة المسيرة رسالة عالمية ،وما سيترتب على النصر اليماني من نتائج واخفاقات للعدو وكل أذنابه وأزلامه ستؤثر حتما على مستقبل مشروع الهيمنة والاستكبار العالمي الذي تمارسه أمريكا من خلال أدواتها القذرة في المنطقة،وسينعكس بشكل أساسي على حال الأمة ،كل الأمة -من وقف منها مع أوضد أو حتى محايدا تجاه مظلومية شعبنا – فذاك هو الوقت الذي سيسقط فيه مشروع اﻹنحطاط والعمالة، ملوحا بمفاجآت لم تخطر لهم على بال ،
:(أقول لشعبنا العزيز، أقول لكل الأمة:
#قادمون_في_العام السادس معتمدين على الله، متوكلين عليه، بمفاجئات لم تكن في حسبان تحالف العدوان، وبقدرات عسكرية متطوِّرة بإذن الله تعالى، وبانتصاراتٍ عظيمة إن شاء الله، طالما استمر هذا العدوان والحصار، في نفس الوقت مستعدون لخيار السلم، لخيار وقف الحرب، إذا اتجه تحالف العدوان بقرار جاد والتزام عملي لوقف العدوان والحصار.
فأبرز عناصر القوة :الثقة بالله _والعمل ضمن مسار تصتعدي في بناء وتنامي القدرات في مجال التصنيع العسكري الذي استطاع اليوم أن بفرض خيارات قوية ،وأن يقتحم العام السادس بانتصارات نوعية وخارقة بامتياز تهاوت على إثرها معاقل العدوان التي كان قد بالغ في تحصينها ودعمها بمختلف الأسلحة الحديثة .فوصلنا لمراحل توازن الردع ،واستطعنا بفضل الله ،وبجهود رجال الله

_ثم ما أجمل أن يتوجه لشعب الحكمة والإيمان الذي تسمر متطلعا متلهفا لهذه الكلمة التاريخية برسائل الثقة والتطمين بنصر الله
(أؤكِّد لشعبنا العزيز أنَّ يثق بنصر الله وبالفرج، وأنَّ لكل هذه الشدائد نهاية، وأنَّ للصبر والعمل والتضحية والعطاء والتقوى عاقبة حميدة، وعاقبة سعيدة، وعاقبة عظيمة يحددها الله -سبحانه وتعالى- من إليه وحده يرجع الأمر كله، ترجع الأمور، كما قال -جلَّ شأنه-: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: من الآية41]، {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}، {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}[الشورى: من الآية53]، كما قال -جلَّ شأنه-: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف: من الآية128])
_ثم لم يفته أن يشيد بعظمة تضحيات الشعب وبذله ،ممتننا لهم ومقدرا لهم جميل ما بذلوه من شهداء ومرابطين ومجاهدين وأسرى ومن يقف خلفهم من أسر كريمة
(كما نتوجه ثانياً بالإشادة والتقدير لأبناء شعبنا العزيز، كل الأحرار، وكل الأبطال، وكل الشرفاء، وكل الأوفياء، الذين وقفوا الموقف الحق ضد هذا العدوان، وترجموا موقفهم بالعمل والعطاء والتضحية، وفي مقدِّمتهم رجال الميدان، الذين كان لهم الإسهام الأكبر، والعطاء الأعظم في التصدي لهذا العدوان، عندما تحرَّكوا إلى كل الجبهات للتصدي للهجمة الهادفة إلى احتلال هذا البلد، واستعباد هذا الشعب،ومنهم من نالوا الشهادة في سبيل الله -سبحانه وتعالى- فكانوا بذلك في ذروة العطاء، ومنتهى العطاء، عندما قدَّموا أرواحهم وأنفسهم في سبيل الله وهم في مقام التصدي لهذا العدوان، ومنهم من أصيبوا بالجراحات، والبعض إلى درجة الإعاقة، ولا زالوا صابرين على ما يعانونه من ألم الجراحات، وتعب الإعاقات، فكان عطاؤهم في المستوى الثاني بعد عطاء الشهداء، ومنهم أيضاً من يعانون من الأسر، في كل ما هناك من معاناة، من معاملة ظالمة وقاسية ولا إنسانية من تحالف العدوان، ومن الخونة الذين يقاتلون في صفه، وهؤلاء إسهامهم كبير، وعطاؤهم عظيم، وبصبرهم، وبثباتهم، وتمسكهم بقضيتهم العادلة، قدَّموا أروع الأمثلة في القناعة بالموقف، في الصدق بالموقف، في الثبات على الموقف.
ومن خلفهم أسرهم الصابرة، والمعانية، والمضحية، والمحتسبة عند الله لكل عطائها ولكل معاناتها، ومن هؤلاء رجال الميدان الذين لا يزالون مرابطين في كل الجبهات، يقاتلون في الليل وفي النهار، يتصدون للزحوف وللعمليات العسكرية من جانب العدوان بكل ما يمتلكه العدوان لإنجاح تلك العمليات من إمكانات عسكرية، وبكل ما يرتكبه من جرائم، وهم بتوفيق الله -سبحانه وتعالى- وبتأييده وبمعونته صابرون، ثابتون، مرابطون، مضحون، مع كل المعاناة التي يعانون منها في الظروف العسكرية، في ظروف العيش، في ظروف المناخ، في ظروف البيئة، بمختلف أشكال المعاناة، إلَّا أنَّ ذلك لم يؤثِّر على صمودهم، وعلى صبرهم، على ثباتهم، على مرابطتهم، إضافةً إلى ما ينفِّذونه من عمليات عسكرية ميدانية مهمة وواسعة، يتقدَّمون فيها معتمدين على الله، وواثقين به، بكل شجاعة، بكل استبسال، بكل إقدام، بكل جرأة، ويحققون الانتصارات تلو الانتصارات، هؤلاء جميعاً لهم التحية، ولأسرهم التحية، ونبارك لهم ما وفَّقهم الله له، وما تجلى من خلالهم هم من صمودٍ عظيم، ومن ثباتٍ عظيم، ومن قيمٍ عظيمة جسَّدوها هم في الواقع العملي))

_لم يترك نقاطا ذا أهمية إلا وتطرق لها موضحا موجزا تفاصيل خمس سنوات من الهمجية والاستكبار ،في استعداء واضح على الحرية والإنسانية ،على شعبنا وكل شعوب العالم
فتوجه مبكتا العدو على عدوانه ،معيرا له بحجم خسائره ،إلى جانب فشل وتلاشي طموحاته :
( أهم درس لتحالف العدوان بمختلف أنظمته: أنه لا جدوى من الاستمرار في هذا العدوان، مهما فعلتم بعد كل الذي قد فعلتم منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وعلى مدى خمس سنوات، بعد كل الذي قد فعلتم وارتكبتم من الجرائم، بعد فشل كل تلك المؤامرات والمخططات في كل المجالات، ما الذي يبقى بعد؟ بعد كلما قد تكبدتم من الخسائر، ما الذي يجديكم؟ ما الذي ينفعكم من الاستمرار؟ ما الذي تكسبونه من الاستمرار في هذا العدوان؟ استمراركم في هذا العدوان بعد خمس سنوات فعلتم فيها كل الذي تستطيعون فعله، لن يوصلكم إلى أهدافكم المشؤومة أبداً.

_مذكرا بحجم الانتصارات التي تكللت بانجازات نوعية في الميدان خلال السنوات الخمس ،وأبى رجال اليمن إلا أن يقتحموا العام السادس بانتصارات تجاوزت بسواعد قوية فتية ،وجباه شامخة وما عمليات نصر من الله والبنيان المرصوص وعمليات فأمكن منهم إلا ختام مسك للعام الخامس من العزة والنصر العظيم :
( أَلَا تجدون أنَّ مسار صمود شعبنا في كل أشكاله، في كل تجلياته، في كل مجالاته: عسكرياً، وفي غير المسار العسكري، هو إلى تصاعد…
وأيضاً لا مبرر لكم في الاستمرار، الاستمرار لن يوصلكم إلى أهدافكم في السيطرة التامة على هذا البلد، في الاستعباد لهذا الشعب؛ لأن هناك المَنَعَة الإيمانية والأخلاقية والمبدئية والإنسانية لأبناء هذا البلد، إذا كان هناك حفنة من الخونة والعملاء الذين ارتموا في أحضانكم، والذين عبَّدوا أنفسهم لكم، وباعوا أنفسهم منكم، فإنهم لا شيء أمام الملايين من أبناء هذا الشعب من رجاله ونسائه)

عناوين واسعة وعريضة خطها خطاب السيد القائد في ذكرى الصمود الخامسة،تجاوزت حدود الأرض اليمنية ، فنحن لن نقف عند قضايانا فقط ،بل ولدينا استعداد أن ننتصر لقضايا أمتنا ، وأن نفرض معادلات جديدة ،وهذا ما شهدته كل المدن اليمنية على مدى سنوات العدوان الخمس،بما يؤكد اهتمام اليمنيين بقضايا الأمة كلها .

_وليأتي بعده خطاب السيد حسن نصر الله مؤكدا عظمة شعبنا الذي انتصر بصموده ،عسكريا وأخلاقيا ،داعيا كل شعوب العالم وحكامه أن يطلقوا صرخة في وجه العدوان السعودي ومن يقف معه وخلفه أن كفى حربا على اليمن .
مشيدا وشهامة وعظمة أخلاق قائد المسيرة القرأنية الذي أطلق مبادرة إطلاق معتقلي حركة حماس في مقابل إطلاق طيار وض.باط وجنود سعوديين ،ومؤثرا الافراج عن رجال المقاومة الفلسطينية على أسرى الجيش واللجان الشعبية مبادرة قزمت النظام السعودي ،وفضحت مدى حقارة وخدمته للعدو الإسرائيلي في عداوة واضحة لحركات المقاومة ضد أعداء الأمة
ولا أطيل بل أذكر بقول السيد القائد في نبرة الناصح الشجاع 🙁 كلما استمر عدوانكم؛ كلما كان وضعنا أقوى، كلما كان تماسكنا أقوى، كلما كان مسارنا التصاعدي في تحقيق الإنجازات والانتصارات أقوى، وأكبر، وأوسع، وأعظم، أَلَا تأخذون العبرة من هذا؟ أَلَا تستفيدون الدرس المهم، أنكم إنما تجنون المزيد من الفشل والفشل كلما استمر عدوانكم؟ في كلما قد مضى، وفي الوضع الراهن الدرس الكافي، والعبرة الكافية لكم إن كنتم تفهمون، إن كنتم تعلمون، إن كنتم تعقلون، ولكن مشكلتكم هنا: مشكلتكم أنكم لا تعقلون ولا تفهمون.
فهل من مدكر يعقل بلاغة هذا الخطاب التاريخي
وهل سيعقل العدو ومن يقف خلفه دلالات وأبعاد رسائل القائد في الذكرى الخامسة للصمود
وإلا فماعليه إلا أن ينتظر ترجمة رسائل رجل القول والفعل ،وتحققها على الواقع ،الذي لم تمنعه الانتصارات من أن يمد يد السلام المشرف إن جنح العدو للسلم واستوعب الرسالة.. وما أظنهم يعقلون .

ويطول الحديث حول مضامين خطاب السيد القائد ،ولذا سنتوقف هنا وسيبقى خطاب اليوم الوطني للصمود خارطة طريق سنظل نهتدي بها ومن خلالها حتى يحكم الله بيننا وبين من تطاول على شعبنا وبلدنا بعدوان سيظل يدفع ثمن خيبتاته وهزائمه زمنا طويلا .

29 مارس 2020م
#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق