اليمن مابين جرائم العدوان والصمت العالمي المخزي

بقلم ـ بلقيس علي السلطان

منذ خمس سنوات مضت واليمن يتجرع مرارة العدوان بكؤوس مختلفة ، وهاهو العدوان في مدخل العام السادس يتمادى أكثر في بغيه وطغيانه ويصب نيران حقده في كل مكان ، ويسجل انتهاكات لحقوق الإنسان يندى لها جبين الإنسانية ، بالرغم من التحذيرات المستمرة من القيادات في اليمن بوقف هذه الانتهاكات والمجازر ، إلا أنها لم تلق لها أذان صاغية من قبل قادات التحالف المعتدين ومرتزقتهم ، وباتوا يستهدفون كل شيء في اليمن بشكل هستيري حقير ، فلم يكتفوا باستهداف خيول لا حول لها ولا قوة في صنعاء ، حتى عرجوا إلى صعدة ليرتكبوا مجزرة مروعة أودت بحياة أسرة بأكملها بما فيهم جنين في بطن أمه لم ير نور الحياة بعد ، ولم يحض بمرافقة خواته اللاتي نمن وهن يتجادلن على اختيار اسم له ويحلمن باليوم الذي يلعبون فيه سويا ، فجاءت الغارات الخبيثة لتنهي جدلهن وجميع أحلامهن ، ليرتقين مع والديهن والجنين الذي لم يشاهدنه بعد إلى الرفيق الأعلى .

وفي الحديدة قام مرتزقة العدوان بإكمال سيناريوا القتل الخبيث ، فقاموا بتعذيب أحد الأسرى حتى فارق الحياة شهيدا في انتهاك سافر لحقوق الأسرى ودون أي تصريح أو إدانات من المنظمات التي تعنى بالأسرى وشؤونهم ..!

وفي عدن المحتلة انتهاك من نوع آخر ، وربما أشد إيلاما ففيما سبق انتهكت الأرواح والحق في الحياة ، وفي عدن انتهك الشرف والعرض لأسر نازحة ظنت أن في عدن الملجأ والملاذ من نيران الحرب ، ولكنهم كانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فهم قد لاذوا بأرواحهم لكنهم لم يستطيعوا أن يلوذوا بعرضهم وشرفهم ، وليست المرة الأولى التي ينتهك فيها شرف العفيفات على أيدي تحالف العدوان ومرتزقتهم عديمي الشرف والإنسانية ، ولا أظنها ستكون الأخيرة طالما لزم العالم المنافق الصمت إزاء جميع هذه الجرائم ، فالبرغم من هذه الجرائم التي لم يتعدى جريان حدوثها أيام قلائل ، إلا أننا لم نشهد أي تصريح للهابط الأممي غريفث ، الذي خرج ناعقا وباكيا عندما تم الرد من رجال الرجال على جرائم العدوان بصواريخ تأديبية إلى مملكة الشر وعاصمتها ..!
فأين ذهب كل أولئك المتباكين على الرياض وعلى الصواريخ التي وجهتها عسكرية واقتصادية ، ولم نشاهد أو نسمع لهم أي تصريح على جرائم تقشعر لها الأبدان ، وتنتهك كل المواثيق الدولية التي تدعي حماية حقوق الإنسان ..؟

مايقوم به تحالف العدوان من مجازر وقتل وتدمير وانتهاك للإعراض تعد جرائم حرب برعاية أممية وعالمية منذ خمس سنوات ، ولن نعول على تصريحاتهم أو إداناتهم الجوفاء ، بل سنعول على الله قاصم الجبارين ومهلك الظالمين ، وعلى رجال الله الذي سيلقنونهم المزيد من الدروس التي تعيدهم إلى وعيهم الذي فقدوه عندما فكروا بغزوا اليمن وانتهاك أرواح وأعراض شعبه ، ولا بد لهم أن يندمون على كل مافعلوه ، وماذلك على الله بعزيز ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين .

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق