رحلة إبحار في إذاعة سام

بقلم ـ عفاف البعداني

الساعة الثالثة عصرًا، يبدأ العدالتنازلي لصوت اﻷذان ، وكلاً يتجه نحو مكانه العملي والجهادي، ليروي عثرات نفسه من غيث رمضان ،يحدد مكانه و يرتقي عليه بصفته إنسان ،اكنا نساء أو رجال،وبينما أنا أقلب محطات المذياع،وأُنصت بشغف يومي ،فإذا بي أتوقف عند محطمة إذاعية( 99،1) ولا تجرؤ يدي على تغيريها إلى المغيب، أقضي معها معظم الوقت، وتصبح صديقتي المفضلة التي تتحدث دون توقف، وأنا ﺕنصت لها في عز إنشغالي، وهي بالضبط تشكل حيزًا كبيرًامن يومي المتسارع والمتضارب بالعمل ،ولاأكاد أخرج من أثيرها إلا بوعي مغمورة باﻹفادة، ومحمل غيث هنيئ بالعمل والعبادة،يجتمع فيها أصوات الوطن ببرنامجها اليومي “صامد أنا وغيري” ، أيضًا يجتمع فيها حديث اﻹنسان لنفسه ،وحديث اﻹنسان لمجتمعه وروحه وأرضه ، مُشَكِلةَ بذلك سياق فاتن من التواصل والتلاقي ،على مصعد هوائي مرتفع يصنف من مواليد الحداثة المذكورة،وبتوضيح المصطلح أكثر هي تسمى محطةإذاعية،نسمعها ولانراها، ولكن أرواحنا وعقولنا عطشى للقائها وأعمالنا تعلو وتسموا معاها، وتسبح مبتهجةبأريج مداها وتكبر في ريعان رباها وكل هذا وغيره سنجده ونلحظه، في محطتنا الاجتماعي محطة سام اﻹذاعية ،

وبلا مجاملة، وبلا مفاخرة،ومترفعين عن معطف المزايدة ،نقول :لكم على أثير سام ستجدون ماتبحثون عنه، وما ترمون إليه، في صعيد حياتكم العملي، برامج هادفة وقضايا متنوعة عن الجهاد وعن الحياة في كوثر سخي من المتعة، وكل هذا في رحلة واحدة و سفينة صادقة ، على أثيرها السحري،نستمع للمذيعين المبدعين/ حمود شرف، وعبدالله الحيفي، وتبدأ رحلتنا معهم ،نستمع لحوارهم الثنائي الرائع ، فتصافحنا المسؤولية بشدةو بعناية مؤقرة، تدفعنا بالبحث عن مدينتنا السامية المختبئة خلف بئرنا المهجوره منذُ زمن بعيد، ويغمرنا إحساس الحماس ويزيد من همتنا رفعة، فأصواتهم الثائرة،و نفوسهم الزاخرة تصدح عاليًا وترفع معها شراع الجهاد في بحر مليء بالتواصل والتكافل ،ويتواصل بثهم اﻷثيري ، وتتزاحم المكالمات وكأنك في بستان بهي مزحوم بأصناف النباتات، وتحسب أنك مبحر معهم رغم أن اللحظ قد لا يحالفهم، باتصال لتسمعهم وتقاسمهم مشاعرك المتنامية، ويمر النهار بسرعة وكأنه يسترق من زمنك خلسة وبدون تعب، بل إن أصواتهم القوية التي لا يوثر فيها الظمأ، تضفي عليك معتقد جديد توقن به قطعًا لاريبًا أنك وبغضون ساعات ستحرر العالم بلحظة، وأنت لازلت في مكانك، وكم تود لو أنك تملك من ملك قارون كي تشاركهم في مشروعهم الجهادي والخيري المتواصل ، فعنصر التأثير ملازم لناو يكمن في كلامهم المبتعث من صدق النفوس، والمولودمن تراتيل الفطرة، ليتركوا أثرًا بليغًا في نفوسنا المتعثرة ،

و مخلصةً أنا معهم باﻹبحار ومتواصلون ببثهم وهو عامر بالعطاء ،يرفع شراع البذل متجهًا نحو اﻷغنياء وملبيًا حاجة الفقراء، في فقرتهم الريادية متبرع ومحتاج،

ومتواصل إبحارهم ولكن فجأة تتوقف سفينة سام لترسوا على جزيرة اﻷطفال، الذين كانوا باﻷمس يصومون نصف نهار، ولكنهم اليوم عزموا القرار وواصلوا المشوار بالصوم ﻷول مرة ،وتركوا صوم الصغار،فترتحل أصوات حمود وعبدالله السابقة وتلامس أوتار الطفولة ، وتنتقل أصوت المبحرين من موجة جهادية هادفة إلى أمواج طفولية متناغمة مدعابة، تقاسمهم هم الصوم، وتضفي على وجوههم مراسم من المرح ويختتم لقاءهم مع أطفال الجزيرة الرمضانية،بتقديم هدايا بسيطة ولكنها بالمعنى تبقى وبالود كم هي عظيمة.

تتحرك سفينة سام اﻹذاعية من جديد وتعود ﻷبوابها الجهادية ، تطل من جبهة توعوية صادقة تحثنا على العطاء و تحذرنا من سم الشح الجاهلي،وتهيب بعطائنا اليومي، لنبذل وننفق ونشارك في” عملية التوازن الرابعة”.

ولن أطيل بوصف الطابع المتروك في نفوسنا بهذه الرحلة فليس لي خلاص من الحديث ،ﻷصف علاقة قوية، تربط صوت المذياع والشعب، اكانوا في المنازل أو السيارات أو الشوارع، فأصوات المتصلين والمذيعين ، كفيلة بان تشرح الطابع الرائع الذي تشغله إذاعة سام في ربوع نهارنا الغارب،

وتمر ساعات الصوم رهينة في صندوق عجيب من المتعةولانعرف كيف انقضى نهارنا بهذه بسرعة وبدون تعب ، نقفل المذياع ،ولانجد إلاصوت اﻷذان ينادي لحقب الزمان ولبعد المكان الله أكبر، الله أكبر، فيحين وقت اﻹفطار ونسدل وشاح الليل، وهذه قصتنا النهارية مع إذاعتنا سام،

فحقًا أدركت في نهاية هذه الرحلة اﻷثيرية مع سام، أنه ليس هناك أعظم وأجل من ذاك الشعورالذي تزرعوه في قلوب من حولكم، سعادة صادقة ليس مقرونة بشرط سوى أنك أيها المعطي إنسان وهذا واجبك ،وليس بالضرورة أن تكون في أتم راحتك وأنت تساندهم ، قدتكون سفينتك محطمة وأمواجك متضاربة ولكنك تتقن وتتفن أن تتظاهر بالقوة لكي ترسم الابتسامة على أوسع نطاق وبدون أن يشعر أحد ماذا بك .

وعلى أواخر السطور، أبث جل التحايا لكل العاملين فيها وأهيب بعطائهم فمعكم وبكم سيحيى ويعيش الوطن ، كماأنني أهيب وأشكر اﻷذاعات الجهادية الحاملة هم الوطن في شتى الجهات ،وعلى مختلف الترددات ،ومن عبق الريف وضواحي المدن نقول لك أيها الاعلام الحر إن أصواتكم العزيزة الصادعة بالحق، تشكل منظومة متكاملة وجبارة، وضربتكم الكلميه الموحدة في رفع مظلمومية الشعب اليمني
وإفشاء الحقائق، هي بحد ذاتها ضربة موجعة وموجه توجيه دقيق نحو من يريد شرًا للبلاد،

فتحية رمضانية مباركة تتوالد من عمق
الريف اليمني، الذي يزهو بجوه الصيفي الفتان، مع كل صبح جميل يحمل لكم كل الامتنان والشكر والعرفان، لحبكم المتعمق لحبيبة الروح يمن اﻹيمان ودمتم بخير وسلام .
#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق