عالمٌ في محافظة

بقلم ـ حليمة الوادعي

اليمن تتميز بموقعها الجغرافي المهم، وتربتها الزراعية الحصبة، وكذلك ثروتها السمكية، والأراضي الغنية بالمشتقات النفطية، وغيرها من الثروات التي تميزها عن غيرها من الدول.

كما أن اليمن تحتوي على عدد من المحافظات ولعل أقربها الى قلبي محافظة ذمار، فهذه المحافظة هي التي تلفت انتباهي دائماً بأدق تفاصيلها، ربما ليست هي العاصمة او المدينة الساحلية، ولكن هي التي تشكل عالم كبير بمفردها.

فإذا جاءت أتحدث عنها، تراكمت الأفكار فمن أين أبدأ؟! من جامعتها التي تبدأ حدود المحافظة بها، والتي ضمت حوالي ثلاثة عشر كلية مع الكوادر الدراسية المتألقة والمبتكرة.

وكيف أجهل مكتبة الشاعر عبدالله البردوني الذي تخلدت فيها أشعاره الحرة وحروفها السرمدية، فمن دخلها شعر بوحي أبياته تتعمق صدره، ومن أخذ كتاب ليتعرف على كلماته وبحورها وجد عقله الذي يتحدث عن الزمن ومراحله.

وماذا بعد مكتبة البردوني؟! سوى تاريخها العظيم ومتاحفها التي تضم عدد كبير من الآثار اليمنية القديمة وذلك اليونانية والعثمانية، ففيها متحف ذمار الإقليمي، ومتحف بينون، وكذلك متحف الآثار التعليمي بالجامعة.

اما تربتها فقد عرفت بالزراعة منذ 7000 سنه وذلك لتربتها الحصبة التي تعتمد على الينابيع في الري وكذلك الآبار والعيون، فمن مر بطريق ذمار قادماً من العاصمة فلن تشاهد عيناه الإ أراضي وسهول ممتلئه بمختلف أنواع المحاصيل.

وكيف تميزت عن غيرها في طرق حديثة لتعالج من الأمراض، فبنيت حماماتها البخارية والكبريتيه التي تستخدم في مُعالجة الأمراض الجلدية والروماتيزم، كحمام علي، وحمام اللسي وغيرهما.

وأن جاءت أتحدث عن سكانها وقلوبهم، وشجاعتهم التي يقسم بها الجميع، فمن تجول في شوارعها لن يجد سوى أشخاص مبتسمه، وأرواح مرحه، وأجساد قد ارهقت بعضها من الحياة ولاتزال شامخة، فمن يصادق سكانها حظي بالسعادة والبساطة في زمن التكبر والتسلط.

قد يرى البعض أني أبالغ في الحديث عن محافظة ذمار ولكن من يعرفها لن يكتب سوى كلمات الغزل بها وبتفاصيلها وسكانها، فمحافظة ذمار لم تأخذ حقها رغم كل مافيها من مؤهلات وصفات، فهي كشجرة سقطرة كل ماأطلت التأمل فيها زد إعجابك وحبك لها.

#اتحاد_كاتبات_اليمن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق