مشروع يسقط وادوات تتهاوي.

بقلم مدير التحرير ـ غالب المقدم

أخفقت دول العدوان وأدواتها في تحقيق ما كانوا يرجون ويأملون من تمرير مشاريع التقسيم والسيطرة والاستحواذ على بلادنا بهزيمة أقوى أسلحتهم وسقوط مشروعهم التآمري العدائي لنا في قعر سحيق ما له من قرار من الهزيمة والانكسار، وتهاوت الأدوات وتبعثرت وتمزقت أمام هذا الصمود الجبار الذي جسده رجال الجيش واللجان الشعبية في كافة ميادين القتال، والذي حول سير المعركة من الدفاع إلى الهجوم، بل عمل على قلب المعادلة في ميزان القوة، وخلخل استراتيجيات العدو، وحول العتاد البسيط إلى سلاح ردعٍ إيماني يمني الهوية والانتماء بفضل الله سبحانه وتعالى، وتحقيقاً لوعده الصادق لعباده المؤمنين به المتوكلين، تحت راية أعلام الهدى والقيادة الحكيمة المستلهمة إيمانها القوي من المنجهية القرآنية، واتباعها للسيد القائد عبدالملك الحوثي، سلام الله عليه.
يوماً بعد آخر، تتكشف الحقائق.. حقائق العدوان وأدواته، وتذوب الحجج والادعاءات التي روجوا لها طويلاً عبر منابرهم الإعلامية الكاذبة وأبواق أدواته التي خسرت نفسها أولاً، وخسرت شرف الانتماء لهذا الوطن ثانياً، وقذفت بنفسها في الهواء، بل أصبحت كقشةٍ في مهب الريح، تتخطفها رياح المهانة والهوان؛ وتتعرى أكثر فأكثر أمام الشعب اليمني الصامد الصابر، وما حصل ويحصل الآن على أرض الواقع من تراجع وتقهقر واختلال لقوى العدوان وأدواته، رغم كل ما تملك من عتاد وعدة، خير شاهد على أنهم في الموقف الخطأ، فقد ضاقت بهم الأرض، وضييق عليهم الخناق، وهذا واضح للعيان، وموقفهم الصعب والانهزامي الذي راهنت عليه منذ البداية الأولى جليّ للناظرين، وحالة التخبط والاحتراب الداخلي في ما بينهم شاهدٌ حي على هزائمهم المتلاحقة على أيدي أبطالنا المجاهدين في كل جبهات العزة والكرامة، وتصارعهم على تقاسم الكعكة الموهومين بها دليل واضح على أنها أصبحت قوى منهكة وفي موقف لا تحسد عليه، والدائرة لم تعد تتسع لهم، بل تعاني من عجز في الموقف وعدم وضوح الرؤية لديهم، وأما الخوف والذعر والفزع الذي يسكن جنرالات العدو، فلأنهم باتوا يستشعرون قرب المنية منهم، وتقلص رقعة الدائرة عليهم، وسحب البساط من تحت أقداهم، وكل هذه العوامل نتجت بفعل الصمود الأسطوري لشعبنا اليمني وجيشنا العظيم في مواجهة التحديات.
وخلال الأعوام الـ6 للعدوان علينا، وبكل فصوله ومآسيه، لم نهن ولم نضعف ولم نمت، بل ازددنا إيماناً ووعياً بقضيتنا وحقها علينا وواجبنا تجاهها، وعملنا على تطوير قدراتينا التي تساعدنا على مجاراة مسارات الحرب العدوانية من خلال التطوير والابتكار في تطور كبير ومستمر للقدرات العسكرية والسياسية والأمنية وكافة المجالات الأخرى.. ومازلنا في حركة دؤوبة نحو تحسين الإنتاج الزارعي من واقع استشعار المسؤولية الجماعية في مواجهة خطر الأمن الغذائي الذي مازال العدو يحاول تهديدنا به، لاسيما وأن اليمن كان له دوره الريادي البارز على مر التاريخ في الإسهام بعملية التنمية الحضارية في المنطقة والإقليم.
واليوم، ما يظهر على ساحة المعركة من تجليات القدرة اليمنية الفذه في التكتيك والأداء في الجوانب الاستخباراتية والعسكرية والأمنية، جزءٌ بسيط من المعجزة التي ترعب العدو، وتعرفه على قدرة هذا الشعب الحي على الإنتاج والعطاء والتطوير والتحديث والابتكار حتى في الأسلحة النوعية، وفي أشد الأزمات والكوارث، وتبرهن للعدو وللعالم أن اليمن لم يعد كما كان في عهد علي عفاش وأعوانه، بل أصبح اليوم محل اهتمام العالم بالدراسات الحربية والاستراتيجية والتاريخية، ونموذج حي يقتدى به في الصمود والصبر والكفاح.. في مجاراة الظروف الشاقة والصعبة وتطويعها، وجعلها مناخاً ملائماً للتطور والبناء في إنتاج قدرات عالية وكفاءة لا مثيل لها في القوة جيشاً وسلاحاً، سواءً في الدفاع أو في الهجوم، وفاعليتها المؤثرة على مسرح العمليات العسكرية التي أذهلت قوى العدوان والعالم أجمع بكيفية التخطيط والأداء والدقة، والتي باتت بعد 6 أعوام من العدوان، هي المتحكمة في زمام المعركة وخط سيرها، وهذه نعمة الله التي منَّ بها علينا، وثمرة ثقتنا بوعده وبصدق التوكل عليه واتباع أوامر أعلام الهدى، وصبرنا وتحملنا لظلم العالم الذي شاهد ذبحنا وسفك دمائنا بصمت، بل وقف بصف العدوان ظناً منه أن دول العدوان قادرة على إسكات صوت الحق الرافض للظلم والضيم، متجاهلاً أن النصر بيد الله وحده سبحانه، وبهذا الصبر والعزم الذي لا يلين استطاع شعبنا قيادةً وجيشاً، إسقاط المشروع وإحباط المؤامرة وإحراق الأوراق وفضح ما كانوا له يمكرون.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق