كلنا بيروت ولابأس إن كنت وحيدًا يايمن

بقلم – عفاف البعداني

مسلسل إجرامي نشاهده كل يوم بتوقيت الحرب على مسارح الميادين العربية، بدأ في سوريا والعراق وأقام في اليمن،واﻵن هو أقلع زائراً نحو بيروت، نتابع أحداثه كل دقيقة؛ لنرى ماهية المجرمين كيف حازت على كأس البطولة في حلقات لامنتهية من التفشي ،ولكن الغريب في هذه المسلسلات أنها ليست من وحي الخيال،أو من أداء ممثلين، بل هي واقع ممنهج ومدروس، نرى أبعاده بكل وضوح وعين بيان، استباحوا فيه القتل الإجرامي المتسلسل ،الذي أصبح فيه الإنسان العربي شبه إنسان على بلده ومنطقته. تتوالى تلك الحلقات علينا بروايات جديدة وبقنابل مطورة أوبالأحرى أبشع من سابقتها في ارتكاب المجازر، وتوسع المشروع الهادر في أعداد الضحايا المتزايدة . في كل يوم يميع الدمار بأحداث مروعة تتوالى على مرأئ ومسمع منا وممن حولنا حتى تضيق الأرض بنا ذرعاً،ليس ضعفاً، وإنما حزناً على شعب طيب دخل في المسلسل الإجرامي، وأصبح جزءًا من روايتهم الهمجية،التي تنص على الموت الجماعي لعشرات المدنيين ،ولعشرات الأطفال وهذا ماحصل منذ أربع سنوات لليمن. ولكن اليوم يضيق بنا الأرض ذرعا مجرجرًا نفسه حزنا وأسفا على ذلك الانفجار الذي حصل لبيروت ،فلانريد أن يعتريهم ما أعترانا ولا يساورهم ما ساورنا ،ولا يفتقدوا مافتقدنا ،لانريد أن يشب فتيل الحرب في أوساط شوارعهم و يذوقوا مرارة الأبادة الجماعية التي تذوقناهامذُ خمس سنوات ، ناهيكم عن الصمت العريض اللأجم أفواه المعمورة امتداد من الشرق إلى الغرب ،وعلى هذا المنوال بقي اليمن لوحده يواجه الخطوب ويلاقي الحتوف بمؤونة لاتتجاوز الحدود اليمنية. ولكن اﻵن نحن نصرخ ليسمعنا أهل لبنان ونحن نردد كلنا بيروت ،فليس صحيحا أنّ فاقد الشيء لايعطيه،نحن نفتقد لكل الأصوات العربية نفتقد لصفقة السلام المنسية المخبأة بجيوب الحكام العربية ،حتى أننا لهذه اللحظة لم نعلم من أي دين أو عرف أوتقليد انتفضت حربهم علينا،ومستائين لما قديحصل لباقي الأراضي العربية،فكلها باتت في عداد الاستهداف،ومع هذا لازلنا ننادي كلنا بيروت،وكلنا عرب. نعم إن هذا التسلسل الإجرامي لديه أهداف بالفعل، ولكنهاأهداف حقدية عبثية، فليس خلف تلك الأهداف سوى أطفال شيوخ نساء مباني هضمها القصف ورسو في مواكب الشهداء بين برهة ولحظة. تلك هي أهدافكم ، فلا تلمعوها بترهات كاذبة،لقد باتت أهدافكم واضحة جلية إنها أهداف ممتدة منذ التأريخ اليهودي القديم ولكن اﻵن هي تبدو بزي تمويهي أمريكي إسرائيلي متمسكن يرثي أحداث المنطقة ،وكما يقول: مثلنا الشعبي” يقتل القتيل ويمشي بجنازته” وهذا ماتفعله أمريكا بالضبط، تطل على أنها بطلة السلام واﻷم الحانية للديموقراطية والسلام ،بذلوا قصارى جهدهم أن يغطوا مخططاتهم باسم الدين والعروبة،ولكنهم سرعان ما انكشفت وتعرت وجيههم من خلال انتهاكتهم لحرمة الإنسان والمقدسات. ومع كل حدث تنهالني أمنيات ،أتمنى أن أمتلك مغناطيس يجذب كل أشرار العالم ليتنافروا بعدها ويسقطوا في مدينة تماثلهم في الشقاء والعبث . أتمنى أن أمتلك حزام أمان أضعه فقط على أولئك الطيبين مع رحلة العصر وحين تحصل حادثة الكذب، والنفاق، هم ينجو بسليقتهم النقية ويبقى أصحاب الثياب الغالية والعروبة البالية في زوبعة القدر. # اتحاد _ كاتبات_ اليمن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق