طلقاء اليوم…

بقلم ـ كوثر محمد

تدور بنا الحياة كالرحى، وتسحقنا لتصقل فينا دروساً وعبراً قد يكون بعضها أليماً، ويستمر حتى يومنا هذا .

عرفنا قصة الهجرة وأبطالها من مجاهدين وأنصار، وعرفنا كفارها ومشركيها ومنافقيها من أطلق عليهم رسولنا الكريم -صل الله عليه وآله وسلم- لقب *(الطلقاء)* الذي لم يكن هذا اللقب عابراً بل كان إسم إشارة لفئة لم تدخل الإسلام إلا استسلاماً وخضوعاً، وذلك بسبب ضعفهم ولكي تتحقق جميع مآربهم من خلال التلوّن كالحرباء والتظاهر بأنهم مسلمين، ومع محاولاتهم المستمرة في تغيير أو تحسين صورتهم، إلا أن مافي قلوبهم كان يظهر في أعمالهم .

وفي حاضرنا كان هناك مهاجرون وأنصار ولم يكن فتح مكة، بل كان فتح صنعاء دون قتال في الـ 21 سبتمبر، والتي تتجدد ذكراها في الأيام المقبلة، وكان هناك أيضاً طلقاء، والذين لم يكن لهم خيار إلا بأن يسيروا مع الوضع الحالي ويسايرونه حتى تأتي الفرصة التي يستطيعون من خلالها العودة لما كانوا عليه .

فتلوّنوا بلون الحق وذابوا فيه وهم ضده، ولبسوا لبس الجهاد وأطلقوا الصرخة ونزلوا المسيرات والفعاليات، ولكن عندما تبحث عنهم على أرض الواقع لا تجد منهم أحداً …

بل تجد السخط المستمر وتجد التبجح والتهكّم والسخرية والبحث عن الأموال وكيف يمكن الحصول عليها، فتسمع صرخات تنوح الحال ونحن في عدوان هم فيه شركاء، فتجدهم يطلقون أصابع الاتهام للأنصار وهم شركاء في كل شيء .

لاتسمع عن إنجازاتهم ولا عن شهدائهم ولا عن قوافلهم، ولا تقرأ لهم إلا ما يزعج خاطرك وصوابك…!
فماهم سوى طلقاء ؟!!

تجدهم على مواقع التواصل في معارك وهمية وتجدهم في المناسبات والشوارع والأعمال كطابور خامس وقد نسوا أنهم أبناء هذا الوطن وأنه هو الباقي لهم وأن القوة يجب توحيدها لأجله ولكنهم ،،،
طلقاء الماضي مؤتمريوا اليوم .

#اتحاد_كاتبات_اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق