قصتي مع الإنسانية !!

بقلم ـ دينا الرميمة

منذ صغرنا ونحن ندرس ونتعلم أن للإنسان حقوق وقوانين حفظناها عن ظهر قلب ومنظمات راعية لحقوق الأنسان تمنحه اياها في وقت الحرب والسلم ،
كنا على يقين أن انسانية البشر هي من تحكم هذا العالم وتجعل هذه الحياة جنة وأنها اسمى وأرقى من أي قوانين و لا يمكن أن تحيد عن الحق أو تميل أو تجامل أحد دون أخر ،
ولطالما أبهرتنا قصص الإنسانية في الغرب وكثيراً ما بكيتنا رواية أحداث حقيقية عن تعامل الغرب مع الحيوانات وتأثرنا بمحاكمة أمرأه عاقبت قطتها تأثرنا ونحن نرى تعامل الأطباء الأجانب الذين لا يعلمون عن الاسلام شيئا لكنهم يحملون كماً عالياً من الإنسانية ،فأنا مازالت أتذكر دموع الطبيب الكوري الذي كنت اعمل معه في نفس المشفى، حينما رأيته يبكي مريضه اليمني الغير قادر على شراء العلاج ،تأثرت بإنسانيته التي فاقت كثيراً إنسانيتنا لدرجة أنني يوماً تمنيت لو لم أكن عربية ويا ليت أنا فرداً من أحدى تلك الدول التي تحترم الأنسان تحترم حقوقه، وليس هذا وحسب بل وكل ما يحيط بالإنسان وترعى حقوق الحيوان والاشجار والمناخ والبيئة حتى ينعم الانسان بحقوقه الكاملة فجعلوا لكل واحد منهم يوماً عالمياً وكان للطفولة يوم وللصحة يوم وللأم يوم والعمل الانساني يوم ،
يوم تمنيت ذلك لم يخطر ببالي مصير اسلامنا هل اذا كانت جنسيتي أجنبية سأكون في عداد المسلمين كان كل همي أن احيا في وسط ينعم بتلك الإنسانية انبهرت بتأريخ وواقع جعلني أنظر للغرب وكأنهم ملائكة !!
إلى أن بدأت الحرب في بلادنا التي كانت وكأنها عقاب بسبب حلم تخلينا فيه عن عروبتنا وديننا كم كان ظني سيء حين ظننت ان العالم سيثور لأجلنا لأجل أولئك الاطفال المدفونة جثثهم تحت أنقاض المنازل المدمرة لأجل تلك الاشلاء الممزقة تحت الركام ظننت العالم وإنسانيته سيخرجون رافعين شارات أوقفوا الحرب على اليمن ،سيثورون ضد الدول الراعية لهذا العدوان لأجل بلدي التي تدمر وتحرق وتغزوها طائرات تحرق الأخضر واليابس ،مرت الأيام وكثر الضحايا والعالم وإنسانيته صامتون ولا ينطقون وگأنهم جميعاً ينتظرون نهايتنا وإبادتنا ،
ألفا يوم ونحن نقارع الظلم وحدنا ونبكي وطنا يدمر وأشقاء وأقرباء يرحلون ونحن يومياً نودع اختٌ هنا واخ هناك ونبحث عن طفل مفقود تحت المنازل المقصوفة وأشلاء قد اختلطت ولا ندري أهي لهذا الطفل أم لأخر وحده الحزن الذي كان وفياً لنا ولم يفارقنا ووحدها الدموع التي مازالت المواسية لنا على كل ما يحل بنا فكنا ننهض من بعد ذرفها أقوياء للدفاع عن انفسنا ،تعلمنا الا نعول كثير على مواساة البشر أو أن ننتظر إنسانيتهم الخداعة تأتي لتنتشلنا من ذلك الواقع السيء المليء بالظلم كانت ثقتنا بربنا تمنحنا الكثير من القوة وشحنات من الدفع نحو الصمود والمواجهة والصبر والتخلص من رواسب مخلفات الخذلان ، وربما كان الخذلان و نفاق هذا العالم هو أشد وقعاً على قلوبنا ولكن رميناها خلف ظهورنا واستطعنا اكتشاف مكامن قدراتنا التي جعلتنا نقاوم ونصمد دون انتظار اي يد تأتي لمساعدتنا من عالم كله اصطف ضدنا وساند الظالم علينا!!
الفا يوم و وحده النفاق هو المخيم على الإنسانية ،حينها ايقنت وتأكدت أن الإنسانية هي لناس دون أخرين ولحيوانات أجنبية دون غيرهم تأكدت ان العالم هذا بأسره يحكمه المال ولغة الدفع لا الإنسانية التي صدمتني وأخرجتني من دوامة حلمٍ كاذب في غيبوبة حلم كاذب.. حمدت الله كثيراً أنه كان مجرد حلم ولم يكن حقيقة

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق