سنوات وضحايا قاعة حواء ينتظرن العدالة الغائبة

بقلم | الدكتورة إيمان حسن|

لازالت الأحداث والمشاهد المرعبة التي وقعت في قاعة حواء للأعراس بتعز راسخة في مخيلتنا ولم تستطع الأيام تسريبها من ذاكرتنا لأن دموية المشهد وبشاعة الحدث أمور غير مألوفة وغير متوقعة ولم يسبقهم اليها أحدٌ من العالمين .

تلك الأحداث التي أوقعت قتلى وجرحى بين نساء من مديريات الساحل الغربي ومن حضرن معهن حفل العرس في ذلك اليوم وفي تلك القاعة تحل علينا الذكرى الثانيه  لمهاجمة القاعة المكتظة بالنساء والأطفال من قبل عصابة مسلحة استخدمت مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة .

جريمة منكرة تجاوز مرتكبيها كل الخطوط وتخطو جميع العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية والقوانين المحلية والدولية التي تجرم مثل هذه الجرائم وتصنف مرتكبيها بقطاع الطرق والإرهابيين ..ومع احتفال الأمم المتحدة والعالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ودعوات العالم للقضاء على العنف قفزت إلى ذاكرتنا تلك الجريمة التي ارتكبت في قاعة حواء وزادتنا غصة ومرارة أن مرتكبي هذه الجريمة لم يتم معاقبتهم حتى اللحظة ولم يتخذ ضدهم أي إجراء قانوني ينتصر لدماء النساء الضحايا وما تسببوا به من حالة رعب ستبقى كابوساً يلاحق مئات النساء ناهيك عن حالات الاجهاض التي حدثت لعدد من النساء الحاضرات ..كل هذا ولازال مرتكبو جريمة قاعة حواء للأعراس يمارسون حياتهم بكل حرية وكأن شيئاً لم يحدث فلا قانون يردعهم ويعاقبهم ولا ضمير يؤنبهم ويشعرهم بقبح ما اقترفت ايديهم .

الجميع يعلم من يقف وراء هذه الجريمة ومن الجهة التي تتستر على منفذيها ولماذا ؟؟ ومع ذلك لازالت الحقيقة مغيبة في دهاليز جماعة تمارس الإرهاب بحرفية منقطعة النظير …وما جريمة صالة حواء الا جزء من مخطط لتفجير صراع بين قبائل الحجرية والصبيحة وبما يؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي ومن ثم استثمار ذلك الصراع لتحقيق مكاسب حزبية على حساب دماء الضحايا .وبما يخدم اطماع  الغازي العثماني في الهيمنة على باب المندب في تهديد واضح للأمن القومي اليمني والعربي والملاحة الدولية .

سنوات تمر ولازلنا ننتظر يد العدالة لتطال قتلة النساء في قاعة حواء بتعز .. ونحلم أنه سيأتي اليوم الذي يقول القانون كلمته في حق هؤلاء المجرمين لأن بقائهم بدون عقاب يشرعن لهم ارتكاب جرائم أخرى مماثلة وربما أكثر بشاعة … نحن لا نريد لهذه الجريمة أن تندثر ويطويها النسيان وتسقط من الذكرة لأنها وأن ارتكبت بحق نساء من مديريات الساحل الغربي الا أنها تخص كل نساء الحجرية وتعز واليمن بشكل عام ..وبمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ندعو كافة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والمدافعة عن المرأة الضغط على المجتمع الدولي لتفعيل قانون جاستا لتحقيق العدالة وانصاف نساء وفتيات الساحل الغربي ضحايا إرهاب صالة حواء للأعراس فليس هناك عنف أكثر بشاعة مما تعرضن من حضرن حفلة العرس في تلك الصالة .

مقالات ذات صلة

إغلاق