شكرا لنائب وزير المياه حنين الدريب

كتب / منصور محمد علي 

في يوم 20 نوفمبر 2019م جائت محافظة الضالع عن بكرة ابيها الى صنعاء لتكريم نائب وزير المياه المحافظ السابق للمحافظة الأستاذ حنين الدريب ..

سبق لي وحضرت مئات الفعاليات التكريمية لمن تقلدوا مناصب قيادية في الدولة على مدى 24 عاما ، وكانت فعالية تكريم محافظ الضالع السابق الدريب مختلفة جدا في هيئتها وحضورها ، وفي الحقيقة لم تكن فعالية تكريمية او حفل تكريمي إنما كرنفال تكريمي ..

الحقيقة انني كنت شاهدا على وقائع هذا الكرنفال من بدايته حتى نهايته ،وكان انطباعي ان هذا التكريم المهيب هو من باب المجاملة لا أقل ولا أكثر …

الفارق الزمني بين  20 نوفمبر 2019م حتى اليوم 12 يناير 2020م يجعلني أعيد قراءة تفاصيل ذلك اليوم الفريد والنادر الذي اجتمعت فيه قيادة محافظة الضالع والسلطة المحلية والوجهاء والمشائخ والمكتب التنفيذي ، جميعهم جاءوا الى صنعاء وكل فرد منهم يحتضن وسام ودرع ( كنت احسبها دروع مجاملة ) لكنني  اكتشفت فيما بعد ان تقديراتي لوقائع ومضمون ذلك الكرنفال كانت (خاطئة ) وأن تلك الدروع لم تكن (عبثية أو مجاملة) …

لقد اجتمعت الضالع بمختلف مكوناتها وزفرت الكلمات من  منصة الحفل مستذكرة محطات من النضال التي خاضها المحافظ السابق حنين الدريب وان هذا التكريم يعد خلاصة لاكتمال مقومات النجاح  في هذا الإنسان الذي يعتبر نفسه خادما للوطن وللناس وللمجتمع ..

حينما شاهدت الدروع بالمئات مرصوصه وقد اخذت حيزا كبيرا من قاعة الحفل ، قلت في نفسي يومها بأن أبناء الضالع جاءوا (ليباركوا رحيل حنين الدريب) ، ومع الفارق الزمني اكتشفت ان الضالع إنما جاءت ( لتنعي نفسها) ..

ولو استحضرنا تأريخ السلطة المحلية في اليمن عموما لن نجد صفحة مضيئة لمحافظ ترك لنفسه بصمة في المجتمع تحدثت عنها قلوب الناس قبل ألسنتهم ، لكن الدريب عملها واخترق القلوب، وآثر المجتمع وخدمة الناس على نفسه ، وهذا هو الضمار والإرث الحقيقي للإنسان الصادق مع الله ومع نفسه..

وبالفعل كما قال وزير الإعلام الاستاذ القدير ضيف الله الشامي في كلمته التي ألقاها بأن هذا التكريم الاستثنائي وهذا الحضور الكبيرالرسمي والشعبي  لمختلف المكونات بمحافظة الضالع ، يعبر عن التقدير للجهود التي بذلها المحافظ السابق حنين الدريب ، بالإضافة لكونه يعد تكريما لكل الجهود والأعمال التي تحققت بفضل توفر الإرادة الصادقة والرغبة في خدمة المجتمع..

هذه الإرادة الصادقة التي تحدث عنها الوزير الشامي في إشاره منه للنجاح الذي حققه الدريب في محافظة الضالع ، هي ذاتها الآن تتجلى معالمها في وزارة المياه والبيئة رسمها وخطط وبرمج لها الشخص ذاته ، وكان الجميع في بداية الأمر يعتقدون أن الرؤية الاستراتيجية للنهوض بقطاع المياه، التي تحدث عنها قبل عام مجرد محض خيال وقفز على الواقع ..

بينما الواقع يتحدث عن نفسه ، فطموح الأمس الذي تحدث عنه نائب وزير المياه الاستاذ حنين الدريب والذي لطالما نادى به منذ أول يوم من تعيينه نائبا للوزير يتأسس الآن ، بركائز ودعائم صلبه للانتقال بقطاع المياه الى مرحلة الاستدامة ، المرحلة التي يتطلع إليها الجميع وينشدها الجميع ، خاصة بعد اكتمال تشكيل قيادة الوزارة بتعيين الاستاذ عبدالرقيب الشرماني وزيرا للمياه والبيئة ، ومع هذا الإلتئام والانسجام المتكافئ بإذن الله ستشهد اليمن قفزة نوعية في مجال تشييد المشاريع المائية التي تلبي احتياجات المواطنين من خلال التوسع في الخارطة الخدمية على مستوى الوطن ..

صحيح أن الطموح الذي تخطط وترسم له قيادة الوزارة كبير جدا مقارنة بوضع البلد ونتيجة العدوان ، لكن الإرادة الصادقة التي تحدث عنها الوزير الشامي والتي كانت سببا في احتشاد الضالع لتكريم الدريب ، هي ذاتها التي ستكون سببا للتوغل في تنفيذ المشاريع والنهوض بقطاع المياه ، لأن الإرادة الصادقة تكون مسنودة برعاية إلهية ..


فالشكر لله ولنائب وزير المياه والبيئة الذي تعجز كل المفردات عن وصفه بما يستحق ، لأدواره الجهادية والوطنية والذي يعد نموذجا يحتذى به في تحمل المسؤولية بصدق ، ويعد من القيادات التنموية التي تتصدر المشهد في ترسيخ العمل المؤسسي قولا وعملا …

مقالات ذات صلة

إغلاق