إلى السيد القائد !!
أتمنى أن تصلكم رسالتي هذه لعلمي ويقيني باهتمامكم بما نطرح ومتابعتكم الدؤوبة للوضع الداخلي بالذات .
يعلم الله ما قدَّمنا نصحاً إلا بهدف التقويم والتصحيح والمعالجة حباً ووداً وقياماً بالواجب الديني والأخوي !!
العالم بالسرائر يعلم ألا هدف ولا مصلحة ولا قصد شهرة كما يخاطبنا بعض المتزلفين كما لا نحمل ضغينة ولا أحقاداً ولا نطمح لمناصب ولا نبتغي غير وجه الله سبحانه وتعالى .
سيدي القائد :
مسئولوا هذه البلاد كبروا ولم يعودوا يستوعبوا !! كبروا جووووور والكراسي علَّمتهم النخيط والأنانية والكبر ولم يعد الأولياء أولياء !!
نعرف الكثيييير ممن كانوا وما صاروا وكيف غيَّرتهم المسئوليات ونفختهم الكراسي !!
سيدي القائد :
نطرق أبوابهم فلا نجدهم !!
نتصل لهم فلا يجيبون !!
نرسل لهم فلا يردون !!
ننتقدهم فيزعلون ويحددون مواقف سلبية ويطعنوننا ويحاكمون نوايانا وبواطننا ثم يسلطون جوقة المداحين والمطبلين للتطاول والتسفُّه علينا !!
تركوا استماع النصائح وشغلوا أوقاتهم باستماع المديح وصدَّقوا الكذب والنفاق !! قرَّبوا المنافقين وأبعدوا الصالحين !!
سيدي القائد :
إنك مُلهم بصير حكيم فلا تنخدع بالبهرجات والصخب الإعلامي والفعاليات فإنها يا سيدي مدفوعة الثمن بينما الواقع مختلف تماماً !!
سيدي القائد :
واحد فقط – كنموذج – من مسئولي المؤسسات الكبيرة أطالبه بموعد للجلوس والحديث والمكاشفة والتناصح معه من شهر ذي القعدة 1441هـ وهو يعطينا مواعيد خريط حتى اليوم رغم أنه من المتعلمين الكبار !!
حين ننتقد مسئولي هذه البلاد فلأنهم أغلقوا أبوابهم وتكبروا على الخلق ولم يعد لديهم وقت لاستماع النصح !!
سيدي القائد :
رغم الحصار وشحة الموارد والأزمة الإقتصادية فمؤسسات الدولة ما تزال تشتري السيارات آخر موديل بمبالغ باهضة ومرهقة وبالدولار !! سيارات جديدة بينما الناس لا يجدون قوت اليوم كارثة !!
نفقات كبيرة واعتمادات وصرفيات وعبث لا مبرر له غير الفساد وغياب الضمائر !!
هنا الكثير يموتون من التخمة وفي مقابلهم الكثير يموتون من الجوع والحاجة !!
الكثير يتسمنون وفي مقابلهم الكثير يعانون الأمراض والفاقة !!
مبالغ ضخمة للإعلام الخاص وفي مقابله لا يجد الإعلام الرسمي والمعلمون نصف مرتب !!
مؤسسات متخمة ومؤسسات تنتظر نصف الراتب الموسمي !! مشغولون بتوظيف الأقارب والأنساب !! عصبيات نتنة وشللية مقرفة ومجاملات واضحة وكل شيء واضح والمجتمع بات يتندر ويتهكم مما يحدث في المؤسسات سيدي !!
مسئولون يخزنون بعشرات الآلاف وبيوت لا تجد كيلو الدقيق ومرضى لا يملكون قيمة باكت العلاج !!
صرفيات ومكافئات ونفقات وضيافات وبرامج وندوات وورش عمل بعشرات ومئات الملايين !! وكم وكم (( وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم )) محمد 38 .
سأقولها وبصراحة :
هناك من يتلذذ بالفساد ويدافع عنه بخبث ولعانة لأنه يجد فيه مادة دسمة للتحريض والطعن والتأليب !!
وهناك من يدافع عن الفساد بذرائع العدوان وخدمة العدوان وهذا منطق ضعيف وقاصر فالفساد عدوان داخلي يطعن ظهور المجاهدين وتضحياتهم ويستهين بدماء الشهداء وأنين الجرحى والأسرى !! (( فَإِن آمَنوا بِمِثلِ ما آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهتَدَوا وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّما هُم في شِقاقٍ فَسَيَكفيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ )) البقرة 137
الفساد ينخر مفاصل الدولة وهيئة الفساد والجهاز المركزي كوزان مركوزان لا أكثر ولو اطلعت سيدي على نفقاتهم لأذهلتك !!
سيدي القائد : أعلم أنك تتابع الوضع واهتمامك بكل شيء حتى النصح والنقد الذي يُكتب يصل غالبه إليك رغم مشاغل العدوان والحرب والجبهات وهذا لطف الله بهذه البلاد .
قد شحنوا صدرك غيظاً وملأوا قلبك قيحاً وخطوات التصحيح والمحاسبة باتت ضرورة ليستمر لطف الله وعنايته .
سيدي العلم : حفظك الله وحماك وحرسك وسددك وألهمك وبصَّرك .
عذراً مما أسمعتك إياه فالعالم الله أن الحرقة كبيرة والخرق يتسع يوماً بعد آخر ولولا ثقتنا وإيماننا بك لفقدنا الأمل ولزمنا الصمت والله متولي الجميع .
بقلم / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الثلاثاء 27 جمادى الآخر 1442هـ الموافق 9 فبراير 2021م .
#الحسين_بن_أحمد_السراجي
للإنضمام للقناة على التليجرام إضغط الرابط التالي :
t.me/husseinalseragi
