أعظم رجُل كتب التاريخ بنفسه

مرام صالح مرشد

تتملكني الحيرة، ويأسُرُني الحرف، في حضرة رجلٌ صلب الموقف، أدهش العالم أمام جبروت أعتى القوى العالمية، بكل قوةٍ وثبات، فقد شكّل مصدراً من الخوف، أمام كل الأعداء، وقف أمامهم لأنه عاش مع القرآن، ولم يغب عن ناظريه، وعن روحه، كما هو اليوم مغيّب لدى الأغلب، فقد كان رجلاً فريداً من نوعه في الزعامات المعاصرة، ونموذجاً يُحتذى به في المسيرة القرآنية، عظيمٌ أنت ياصمادُنا …

كان الشهيد الرئيس الصماد رجلاً من الطراز الرفيع في إدارة الدولة، وحسن التعامل الأخوي مع جميع الأطياف السياسية المناهضة للعدوان، حمل مشروعه الصادق: (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)، مشروع الكرامة والسيادة، كانت الشهادة من اسمى امنياته، فأكرمه الله بها ونال ماتمناه، فكانت نعم الخاتمة، فكان لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، فهو فائز في كلتا الحالتين.

فمهما استعرضنا في استبيان شمائل وصفات وقيم هذا المقدام لايزال الحرف مقيّد وفي حيرة، لا يعلم أين يضع نفسه، لأن الحديث عن الصماد ليس حديثاً عن شخص بعينه، أو عن فترة تاريخية قصيرة بل الحديث عن تاريخ تترابط فيه الأحداث ماضياً وحاضراً، فالعظماء هم الذين يصنعون التاريخ ويسطرونه بدمائهم الزكية.

كان الصماد يرى من موقعه موقعاً للعطاء، والبذل، والصمود، وكل ذلك كان تحت راية مرضاة الله، وخدمة هذا الشعب، فلم يكن يرى موقعه مغنماً أو سلماً نحو الرفاهية، والفخر، والتسلط، كان انموذجاً راقياً لمعنى الجهاد في سبيل الله، فلم يألُ جهداً وهو يتحرك ويقدم ويبذل في سبيل الله، كان يتابع الاشكاليات، والقضايا ليلاً نهاراً، نعم جعل حبهُ لله وتسليمه له من الأولويات الكبرى لمواجهة العدوان والتصدي له .

ارتقى صمادُنا إلى جوار ربه، فكان جهاده واستشهاده حافزاً، ودافعاً نحو العطاء والتضحية، بل للمزيد من العطاء والتضحية، وتعزيز روح القتال لدى مجاهدينا الأشاوس، وتماسك الجبهة الداخلية، والروابط المجتمعية، لا غرابة فهم الشهداء باذلي الأرواح، وكل غالٍ ونفيس في سبيل الله، هم الراحلون منّا إلى كنف الرحمن وضيافته، فسلامٌ عليهم عدّ ماسطروا ملاحم بطولية تقهر العداء، فيا شهداءنا منِّا لكم قطعنا العهود أننا على دربكم ماضون، وليعلم العداء أنه كلما ارتقى منّا شهيد كان ذلك عنواناً لما بعده من الملاحم التي يقف لها التاريخ عاجباً ..

#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة

إغلاق