(٢١ سبتمبر) ..يمن جديد كسر كل التحديات

دينا الرميمة

لم تكن ثورة الــ21 من سبتمبر إلا تصحيح لثورة ١١ فبراير الشبابية الشعبية حين انحرفت عن مسارها الصحيح واغتيلت أهدافها بأول رصاصة اخترقت ساحات الثورة والحرية،لحظة انضمام قيادات من حزب الإصلاح إلى الساحات وتقمصهم دور الثوار للالتفاف على الثورة واهدافها تنفيذا لأجندات خارجية تستميت بالبقاء وصية على اليمن، فعملوا على استبدال اهداف الثورة بوصايا وبنود تثبت بقائها باليمن وتدفن احلام شعب يتطلع بشغف الى الحرية والسلام لوطن بات فايرستاين هو الحاكم الفعلي له يسير قيادات الدولة كيف شاء!!
تقسيم اليمن إلى اقاليم واطلاق مسمى جمهورية اليمن الإتحادية كان هو أحد الوصايا الخمسة عشر من المبادرة الخليجية والتي تعطي الحق لكل اقليم في عقد الاتفاقيات مع الخارج حتى يسهل بعد ذلك تنفيذ المشروع الاستعماري لليمن !! اضف الى هيكلة الجيش وتهميش بعض المكونات السياسية الفعاعلة والتي يشكل وجودها في اطار الدولة جزءا مهما للنهوض بها، كل ذلك كان سببا كافيا لان تنكشف مشاريعهم وخططهم الاستعمارية لليمن واليمنيين الذين عمدوا ثورتهم بالدم للخروج من مربع الذل والوصاية
التي أحيكت تحت اسم “المبادرة الخليجية’ رسم معالمها السفير الأمريكي انذاك بعد ان رأى حجم الوعي الذي يتمتع به الثوار في تمسكهم بيمن يحكم نفسه بنفسه،
ولذا و عن طريق السعودية التي دخلت لابسة ثياب الصالحين لحل النزاع اليمني اراد ان يبقي جاثما على حكم اليمن وبالتالي فالسعودية هي الأخرى لها مآربها في اليمن وهي التي تسعى جاهدة لجعل اليمن حديقة خلفية لها تنهب ثرواتها وتجعل شعبها مجرد ايدي عاملة بذل على اراضيها!!
وبلغة الترهيب والقوة حاولوا تنفيذ بنود المبادرة عبر سلسلة من الاغتيالات للقيادات السياسيّة الشريفة الرافضة للمبادرة والواعية بمألاتها الخبيثة كالدكتور أحمدشرف الدين، وعبدالكريم جدبان وعبدالكريم الخيواني ومعها انطلقت العمليات الداعشية و المفخخة الأرهابية كتلك التي حدثت في مستشفى العرضي!!
حينها كان لابد من اتخاذ موقف يوقف هذه الأعمال وينبئهم ان اليمن لا ولن يرتضى بالهيمنة وتحت اي لغة سواء الترهيب او الترغيب!!
وفي ليلة الــ21ـمن سبتمبر 2014
القى” السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي” خطابه الثوري الأول داعيا الشعب للخروج المشرف إلى الساحات بمظاهرات سلمية رفضا للتدخل الخارجي والأعمال الأرهابية وحدد لهذه الثورة اهدافها ومبادئها التي ارتكزت في تحقيق مبدأ السلم والشراكة الوطنية وعدم الاقصاء والتهميش ومحاربة الفساد والدعوة إلى التصالح والتسامح لبناء دولة مدنية حديثة، وحذر من المساس بالمتظاهرين،
وهذا بالفعل كان هو كل مايطمح إليه ابناء الشعب اليمني الذين من فورهم لبوا نداء السيد القائد وخرجوا الى الساحات في صباح ٢١سبتمبر واشعلوا ثورة افشلت كل مخططات التقسيم وابطلت مشروع الأقاليم الهادف لتمزيق لحمة اليمن واطاحت بالمشروع الامريكي الاستعماري!!
فكانت ثورة ميزت الخبيث من الطيب وكشفت الأقنعة المزيفة للكثير من العملاء الخونة الذين سرعان ماارتموا في الحضن السعودي وربهم الأمريكي الذي خرج من اليمن غاضبا متوعدا لهم بالويل والثبور سرعان ماجاء به عبر هذه الحرب الخبيثة على اليمن ظنا ان صواريخهم وحصارهم سيحقق لهم مآربهم ويعيد لهم مكانتهم داخل اليمن
هكذا ظنوا وماعلموا ان حربهم هذه لم تكن الا فاتحة ليمن جديد توحدت فيه الصفوف لمواجهة هذا العدوان واستطاع بفعل مااحدثته هذه الثورة من وعي في اوساط الشعب اليمني ان تجعل منهم قوة استطاعت التصدي لكل مشاريع القتل والتدمير وكسر لغة القوة التي يزعمون بها اخافتهم،ومعهم حملوا هم قضية فلسطين التي لا تخلوا اي ساحة من المعاهدة لها بالتحرير، واثبت اليمنيون للعالم ان يمن اليوم ليس يمن الأمس الذي ارادوه ضعيفا ممزقا فأبى إلا ان يكون يمنا موحدا ورقما صعبا لا يستطيع احد النيل منه ومن كرامته
وبفضل هذه الثورة المباركة وبعامها السابع المتزامن مع عدوان غاشم هاهم اليمنيون اليوم يتنفسون عبق الحرية والكرامة ويحيون ثورتهم عاما بعد عاما تحت ازيز الطائرات وغارات عجزت ان تركعهم لانه عمد ثورته بدم ابنائه الطاهر قاطعا وعدا بالصمود حتى استكمال كافة اهداف الثورة وعهدا اخر للشهداء بالسير على خطاهم حتى تحقيق النصر المبين

مقالات ذات صلة

إغلاق