اليمن تحتفي بمولد النور

✍🏻 عبدالملك سام

كان وما يزال المولد النبوي مناسبة يحتفل بها المسلمون كل عام قمري في شهر ربيع الأول ، وفجأة اكتشفت طائفة ظلامية أن هذا الاحتفال “بدعة” !! وطبعا رأيهم هذا لم يستند على رأي علمي ولا دليل شرعي ، ورغم هذا حاولوا ان يفرضوه على جميع المسلمين حتى لو استدعى ذلك لازهاق النفس التي حرم الله ! فيما نراهم يتظاهرون بعدم معرفتهم بأن هناك من يحتفل بميلاد المسيح (ع) من قبل الاشخاص الذين يدفعون لهم أجور إجرامهم .. إذن الامر بسيط : إدفع فقط ، وعندها ستتحول البدعة إلى سنة حسنة !!

طبعا أنا أمزح فقط ، فهؤلاء لن يقبلوا بذلك ابدا ؛ وهذا يعود إلى انهم ينفذون أجندة من خارج نطاق الأمة التي يدعون انهم ينتمون اليها .. نعم ، انتم تعرفون من اقصد .. فليس هناك من يغتاظ من ذكرى مولد النبي محمد (ص) وسيرته سوى اليهود واعوانهم ، وسواء كان يهودي بزنار او بدون زنار ، فكلاهما يكره هذه المناسبة التي فيها تعظيم وتقديس للنبي محمد (ص) ولذكرى الرحمة المهداة من الله للإنسانية جمعاء !

اليهود لا يتحركون إعتباطا ، فهم يدركون خطورة ان يتذكر المسلمون نبيهم وان يتذكروا اهميته وسيرته وتعاليمه ، والسبيل الافضل للقضاء على نهج ما ، هو: ان تفصل المنهج عن أعلامه وقادته ، ولمن لم يفهم خطورة هذا الامر فليفكر في الحال الذي وصلت له الأمة اليوم ، وكيف يعقل ان المسلمين باتوا ضعفاء ومستعبدين ممن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم الدين ؟!! ولنتذكر ايضا كل الطغاة والمجرمين الذين تمكنوا من حكم الأمة لفترات من الوقت في تاريخنا وحتى اليوم ، فهل كانوا ممن دعى الأمة للعودة والإقتداء بالنبي محمد (ص) ؟! أم أنهم ممن عمل على طمس ونسيان النبي من وعي الناس ؟! الإجابة معروفة طبعا !

لأن اليهود أصبحوا اليوم يسيطرون على الإعلام والثقافة والمناهج ، وهي عملية أخذت ما تحتاجه من وقت وتخطيط وعمل ممنهج ، فقد اصبح اليوم ما يبثونه من هرطقات يلقى القليل من الجهد لاقناع العامة ، مع ان حججهم وتبريراتهم لا يمكن ان تصمد أمام اي نقاش علمي او منطقي ! ولكن – وبفضل الله – نحن نشاهد مدى وعي الشعوب ، وخاصة الشعب اليمني ، شعب الإيمان والحكمة ، ورأينا كيف يستقبل الناس هذه المناسبة بالفرح والغبطة . كما نعلم أنه لو أتيحت الفرصة للشعوب الأخرى للتعبير بحرية ودون قمع لحرياتهم ، لكان الاحتفال بهذه المناسبة أعظم حدث سنوي على وجه الأرض .

اليوم تصرف المليارات حول العالم على مناسبات تافهة لا تستحق الذكر ، وللأسف ان هناك العديد من الدول الاسلامية باتت تحتفل بالاعياد الوطنية واعياد أخرى كعيد كل القديسين وعيد الحب وعيد الأم ، وحتى عيد الشجرة ! فيما تقف بصرامة ولؤم ضد الاحتفال بأهم وأعظم رحمة من الله بها علينا ، الا وهي ذكرى مولد خير البشرية كلها منذ ان خلق الله الأرض ، ضاربين عرض الحائط بقول الحق عز وجل : (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) [سورة يونس : 58] .

هل هناك فضل ورحمة أعظم من محمد (ص) الذي أفنى عمره في محاولة إنتشالنا جميعا من الضلال والبؤس ؟! وهل هناك تعبير عن الفرحة أقل من احياء مناسبة دينية إنسانية عظيمة كذكرى ميلاد محمد (ص) ؟! اليس هذا ما أكد الله عليه بأنه خير لنا من كل ما نجمعه من أموال وغيرها ؟! وإذا لم يصبح شعب الإيمان والحكمة هو صاحب اهم احتفال بهذه المناسبة بين شعوب الارض ، فمن ؟! الشعب اليمني الذي ما ذكره النبي (ص) الا بأنه شعب فريد وعظيم ، قادر على ان يغير كل المفاهيم الخاطئة والمغشوشة التي بليت بها الأمة ، وهو الشعب الذي سينهي عصر الذلة والهوان ، وبإذن الله هو من سينهض بالأمة لتعود كما أراد لها محمد (ص) .. والعاقبة للمتقين .

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق