شَعبُ الأنصار فِيْ حضرةِ النّبي المُختار

إقبال جمال صوفان

بحارٌ بشريةٌ تَدفّقت إِلى عشرِ مُحافظات مُختلفة وفاضت ساحات الإحتفال بمُحبي سيّد البشرية صاحبُ الشّفاعة والمقامِ المحمود خاتم النبيين وسيّد المرسلين صلوات الله عليه وآله ، مشهدٌ عظيمٌ تجلّى في وجوهِ الحاضرين جميعاً الكُل شغوفٌ للإحتفاء والفرح والسرور بمولدِ النّور ، ضياء القلوب والعيون ، مَنْ اختاره الله لنا سيّداً وحبيباً وقائداً ومربياً.

كانَ المنظر بديعاً فِيْ كُلِّ مكانٍ تزيّن باللونِ الأخضر الّذي أحيا الدُّنيا فرحاً ، فأبدع المُصورون بكاميراتهم  ، وتفنن المُذيعون بإلقائهم ، وتميّز الكُتاب والشعراء بكلماتهم ، وجهرَ المُنشدون بأصواتهم ، وجادَ الأطباء بخدماتهم ، وثبتَ الأمنيون فِيْ أماكنهم ، وأندفعَ الشعب بأكملهِ إلى السّاحات ليكتمل ذَلك المنظر الّذي رسموا بهِ أروع وأنقى صورةٍ لإثبات حُبهم وعِشقهم لنبي الرّحمة صاحب التّاج والمعراج الصادق الأمين قائد الغُرّ الميامين.

قال تعالى:(قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰ⁠لِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ)[سورة يونس 58] لقد فرحنا بمولدِ خيرِ النبيين الرّحمة المُهداة لنا بحشودٍ مليونيةٍ غير مسبوقة تعجّب منها العالم أجمع فمنهم من ذُهل ومنهم مَنْ مدح وشكر ومنهم من كان النقص في نفسه وعلمهِ ليصف ذلك الإحتفال بالبدعةِ والتبذير مهلاً مهلاً يا هذا من أنتَ أمام حبيب الرّحمن ؟! من أنتَ حتّى تُقدم النصيحة خوفاً علينا مِنْ النار؟ مَنْ أنتَ حتّى تمنعنا مِنْ الإحتفال ؟ ما أنت سِوى شخص ينضح قلبه بالحقدِ وبالغليان على شعبٍ تحرر مِنْ قيودِ الظلم وأواهم الذلة والطغيان ، ولتعلم أنَّ وشائجَ المحبةِ والعشق لرسول الله هي مُمتدة ودائمة عبر الأزمان وإن لم تعرفها وتشعر بها في نفسك فأنصحك بالنظرِ إليها في خُطى جريحٍ أبى إلاّ أن يحضر ، وعين طفل أصرّ على الوصول رغم تعبه ، وملامح رجل مُسن صمم على الوقوف رغم كبر سنه ، لذا فلتصمت ولتبقى مُعمى البصيرة مغشي البصر .

ماأجمل الجمع وهم حول الإيمان يمانٍ والحكمةُ يمانية ويتوسطهم إسم العظيم ( مُحمّد ) ما أروعهُ من منظرٍ سرّ القلوب وأدمع العيون الشّغوفة لرؤية نبيها ، مهما كتبنا ووصفنا ستبقى حروفنا صُغرى أما عظمة مَنْ تكتب عنه ، وحدها الصّورة من تتحدث دون كلام ، ووحده شعور الإنتصار من حضر أثناء إجتماع عملية ربيعُ النّصر مع يوم الربيع المُحمدي لنعيش ربيعاً حقيقياً ببركاتِ مولد رسول الله ، في البر بأنفسنا ، وفي البحرِ بقواربنا ، وفي الجو بطوائرنا.

وككل عامٍ طلَّ علينا قائد المسيرة القرآنية بوجههِ المُنير قائلاً :(أُرحبُ بكم جميعاً ، نفسي لكمُ الفِداء ياأحفاد الأنصار وأبناءَ يمن الإيمان) حينها تملّكتنا كُلّ مشاعر السموّ والفخر والإعتزاز بأنَّ هذا قائدنا وليس غيره ، وجهّنا وأكدَّ على المُضي في دربِ الجهاد حتّى وإن رُفع الحصار وانتهت الحرب ، ونحن ياسيّدي القائد في هذا المسارِ ماضون وبالله ومن ثمّ بكَ منتصرون.

فقط في اليمن إن رأينا شيئاً جميلاً قلنا : (اللّهم صلي على محمد ) وإن رأينا شيئاً كثيراً قلنا :(يا مُحمداه) وإن أكثرنا من الحديث قطعناه بـ:(صلاة على رسول الله) وإن كان الشيء قليلاً قلنا:(محمد وعلي) كافٍ وزيادة علاقتنا بهِ صلى الله عليهِ وآله وثيقة وعميقة لذا مِنْ الطبيعي جداً أننا في عامٍ وكل شهرٍ وكل يوم سنبقى دوماً شعبُ الأنصار فِيْ حضرةِ النّبي المُختار.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق