توبيخ خفيف للجنس غير اللطيف.

احترام المُشرّف

من واقع الحال
المشهد الأول في المستشفى: إحدى المرافقات تقف أمام بلور غرفة العناية المركزة التى ترقد فيها شقيقتها في حالة سيئة؛لتطمئن عليها ولو من بعيد، تأتى إحدى الممرضات من يطلق عليهن مصطلح “ملائكة الرحمة” وتسأل تلك الفتاة لماذا تقفين هنا ؟! أجابتها بصوت قد خنقه الوجع أنظر إلى شقيقتى المريضة في الداخل، فردت تلك الممرضة بكل قسوة: ” ممنوع” وتدخل إلى غرفة العناية لتغلق الستارة وتحرمها من الاطمئنان على شقيقتها، عادت تلك الأخت لتجلس على أحد المقاعد وقد اعتصرها الألم، بعد برهة من الوقت يأتى الطبيب المختص بالعناية المركزة وقبل أن يلج الغرفة إذا به يشاهد تلك الفتاة ويسألها ماذا تنتظرين؟! أجابته شقيقتي في الداخل وأنا هنا لأكون قريبة منها، يدخل الطبيب غرفة العناية ويزيح الستارة عن النافذة ويقول لها قفي هنا لكى تريها باستمرار.

المشهد الثانى: مدرسة فيها طفلة في عامها السادس وقد أخذتها أمها لكي تبدأ مشوارها التعليمى وقد أوصتها أمها ألا تخاف وقالت لها إذا حصل معك شيء أذهب ِ إلى الطابق العلوي للمدرسة حيث الفصل الذى تدرس فيه جارتنا لكي تهتم بك حتى تعودي للبيت، سكتت الطفلة رغم خوفها وقد اطمئنت أنه حتى وإن غادرت أمها مازال هناك جارتها التي سوف تلوذ بها إذا حدث لها شيء، مرت أيام قليلة على دخول الطفلة المدرسة وأتى يوم دخلت فيه الطفلة صفها فلم تجد المعلمة وقالو لها: ليس معك اليوم حصص، وبالطبع هي مازالت صغيرة ولاتستطيع العودة للبيت بمفردها، فتذكرت أن لديها من تلوذ به كما أوصتها أمها أسرعت للطابق العلوي للمدرسة حيث توجد جارتها وقبل أن تصل للفصل الذي تريده وفقت أمامها إحدى المعلمات بغضب لتقول لها ماذا تريدين؟ أجابتها الطفلة أريد فلانة لكي أبقى معها حتى العودة للمنزل معها، فما كان من تلك المعلمة القاسية إلا أن أخذت بيد تلك الطفلة وجرتها بقسوة إلى خارج سور المدرسة وأغلقت البوابة وتركت طفلة في ربيعها السادس لاتعرف أين تذهب، لتأتي عناية الله ويمر أحدهم ويشاهد الطفلة وهي تبكي فيترك الذهاب لعمله ويمسك بيد الطفلة ولم يتركها حتى أوصلها لبيتها، حادثة نتج عنها أن امتنعت الطفلة عن الذهاب للمدرسة طيلة ذلك العام.

المشهدالثالث: مصلحة الأحوال، المدنية تأتي فتاة بصحبة أخيها لغرض قطع بطاقة شخصية، يتولى الأخ الإجراءت وم هنا إلى هناك وأخته تنظر من بعيد شاهدت عدد من رجال الأمن يحملون رتب عسكرية رفيعة وهو يحمل الأوراق الخاصة بقطع الوثيقة من هذا لذاك والكل يهتم ويساعده ويرشده للخطوة التالية وماذا يعمل، وحين انتهت معاملته في قسم الرجال أتى الدور على الفتاة لتدخل بمفردها في قسم النساء لإكمال الإجراءت المتبقية، أخذت الفتاة أوراقها وكلها تفاءل أنها سوف تجد المساعدة من بنات جنسها كما شاهدت أخاها وبني جنسه متعاونين مهذبين،
وما إن ولجت لذلك القسم الخاص بالنساء حتى وجدت نفسها وكانها ولجت بين حيوانات مفترسة، ما إن تطلب المساعدة من إحداهن عن ماذا يجب عليها أن تعمل؟ فتكون الإجابة صراخ أهوج، في وجهها وتهكم عليها أنها غبية ولاتفهم في شيء، ظنت الفتاة إنها الوحيدة التي تعامل بهذه الطريقة، ولكنها تفاجأت بأن كل من دخلت لإكمال معاملتها بهكذا رد ٍقوبلت .

وهنا سيكون لكل تلك المشاهد وقفة، رغم أن المعملات السيئة لاحصر لها لو أطلنا الحديث فيها، وقبل النقاش هناك سؤال؟هو الأعجب من هذا كله، أين هو اللطف أيها الجنس اللطيف، ثلاثة مشاهد متفرقة في الزمان والمكان متشابهة في التصرفات اللأخلاقية واللامسؤولة، من بين قوسين ((الجنس اللطيف)) هنا نقف لنسأل حوريات الأرض وننقاش الجانب المظلم للقمر، لماذا وللأسف الشديد هناك من النساء لن أقول القليل منهن بل الكثير منهن، واستثنى أقل القليل من هذا الكلام، هناك من النساء العاملات في الدوائر الحكومية من يتعاملن مع المراجعين باستعلاء، وفوقية وفضاضة في القول، وفي الرد على أي استفسار ممن يجهل بعض الأمور ومضطر أن ينهي معاملته في تلك الدائرة الحكومية ولايجد أمامه إلا تلك الموظفة الممتلئه بالغضب والتى لم تعرف من الأخلاق غير لبس العباية وتغطية وجهها بالخمار، والحصول على شهادة ترخيص عمل، أما كيف تجيب على من يكلمها وتساعد من يجهل ماذا يعمل، فهي في إفلاس بحت من الأخلاق، وكان المكتب الذي تجلس خلفه، أو الكمبيوتر الذي أمامها، أو اللابكوت الأبيض الذي ترتديه، قد جعلها فرقد ليس بالإمكان الوصول إليها ناهيك عن التحدث معها.

وفي الجانب الاخر نجد الرجل الأرفع منصبا والأرقى تعاملا، وليس ما أقوله افتراء على بنات جنسي، من الإناث فهذا ما أشاهده أنا وغيري في كل المرافق الحكومية التى تشغل المرأة فيها حيز إلا ما ندر .
لماذا يابنات حواء؟ لماذا تتعاملن مع الناس بهذه الطريقة أللا أخلاقية وأللاحضارية، لماذا الفضاضة لماذا الرد القاسي على بنات جنسكن! في حال أتين لطلب المساعدة أو الاستفسار عن شيء ما، لماذا الخيلاء ورفع الصوت فوقهن، لماذا جلوسكن خلف المكاتب أو أمام أجهزة الحاسوب جعلكن أشبه بوحوش مفترسة في وجه المراجعين، لماذا لم تتعلمن من مدرائكن الرجال كيف يكون التعامل مع الآخرين، لماذا تطالبن بالمساواة بين الرجل والمرأة وأنتن لاتشبهنّهم بشيء.
صدق الله العظيم القائل.
وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيم) ٌ

#اتحاد كاتبات اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق