حروفنا والجبهة الأعلامية!!

دينا الرميمة

ثمة من يسأل لماذا نكتب؟ وماالذي جعل الكثير منا يتجه نحو الإعلام وهو البعيد كل البعد عن تخصصاتنا التي نحملها!!
وربما هم معذورن في ذلك فأنا يوما ما لم تكن تستهويني الكتابة، وربما الكثير مثلي كان يعدها أمرا خاصا بالأعلاميين والنخب السياسية ورواد الأدب والشعر, كنا مثلهم نجهل ماللكلمة من تأثير في واقعنا سلبا وايجابا،وكيف بأمكانها ايصال رسالة إلى الطغاة وكيف لها ان تنتصر للمظلوم من الظالم!!
إلى اليوم الذي شنوا فيه الحرب على بلدنا اليمن، ومع إنطلاق عاصفتهم العسكرية و العدوانية علينا أطلقوا معها معركة إعلامية خبيثة تشرعن لهم حربهم وتغطي جرائمهم وتصنع لهم انتصارات يخدعون بها العالم بعد ان أعدوا لها ماكنة إعلامية ضخمة من قنوات فضائية ومواقع أخبارية وصحف وإعلاميين باعوا شرف وقداسة مهنتهم بثمن بخس لأدارة المعركة، ايضا عملوا على محاربة القنوات الوطنية القليلة عبر إيقاف بثها من على الأقمار الصناعية والتشويش عليها كقناة المسيرة وبقية القنوات الوطنية التي ايضا عملوا على استنساخها كقناة اليمن الفضائية وعدن واليمن اليوم، اضف إلى ذلك محاربتهم القنوات الخارجية التي تناهض العدوان كقناة المنار التي صرح السيد “حسن نصر الله” أنهم اسقطوا بثها من على النيلسات وعربسات عقابا لهم على مواقفهم الإنسانية مع اليمن،
ومابين حقيقة غيرت أحداثها وشائعة فبركوها وصنعوا منها قضية رأي عام للتشويه وإثارة الغضب على الأحرار و قادتنا ومجاهدينا بدأوا معركتهم الأعلامية الخبيثة،
كثيرا بدا إعلاميهم منتشين وهم يستعرضون أنتصارات هم يعلمون يقينا انها صنع ايديهم التي فبركت وصنعت مشاهد نصر بالحقيقة لم تكن إلا جرائم بحق ابرياء في منازلهم، اشلاء الأطفال الممزقة اجسادهم بثت على انها لقادة عسكريين، المنازل المدمرة على رؤوس ساكنيها قالوا عنها معسكرات وأهداف عسكرية، كانت الأسلحة التي يدخلونها لمرتزقتهم تظهر على أنها مساعدات إنسانية، كذبوا وزيفوا وحرضوا على استهداف الوطن بطريقة استفزت كل اليمنيين وأنا واحدة منهم، أدركت حينها معنى الكلمة وقيمتها، تذكرت حينها قول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (ان لم تنصر دين الله الأن ولو بكلمة فمتى ستنصره؟) تذكرت قول الإمام الحسين عليه السلام ( وهل البيعة إلا كلمة والحق كلمة والباطل كلمة إلى اخر ماقاله في معنى الكلمة)،
أدركت معنى قوله سبحانه وتعالى (ياأيها الذين آمنوااتقوا الله وقولوا قولا سديدا) ادركت هناان القول لايقتصر على النطق فحسب وانما بكل الطرق التي توصلها كالتحرير والكتابة!! أيقنت انه صار لزاما بل واجبا علينا جميعا ان نواجه هذه المعركة طالما ونحن نملك القدرة على خوضها، فاتجهت نحو الكتابة كونها مترس من متارس هذه المعركة سلاحنا فيها الأحرف والكلمات نصوبها في قلب الأحداث، فواكبت الأحداث صغيرها وكبيرها،
كتبت بدماء الشهداء الذين أريقت دمائهم دون ذنب’، بكيت تلك المجازر التي ارتكبها العدوان بكل اليمن حروفا ترجمت المأساة التي يتجاهلها العالم، اقمت العزاء في مقالاتي على الارواح التي أكلها الجوع والحصار،
كتبنا انا وغيري بصدق وبكل وضوح حقيقة مايحدث في اليمن من إجرام وعدوان، خضنا معركة تعرية الباطل، استطعنا تفنيد زيف اعلامهم وكذبه، وربما مقالاتنا ركيكة لغويا وخالية من فنون الكتابة كوننا نجهل الكثير من أدبيات الكتابة وصولها إلا أنها كانت أقرب للقلوب كونها تحاكي الواقع وتصيب الحقيقة، كوننا نعيش المأسأة والمعاناة التي نكتب حولها ولذلك استطاعت كلماتنا أن تخترق القلوب وتزيل الغشاوة من عليها لتبحث عن الحقيقة في مقالاتنا وقنواتنا وكل الإعلام المناهض ، واستطعنا أن نوصل رسائل سلام وصمود للعالم وأيضا رسائل تحدي وصبر وعدم رضوخ لأي قوة تريد إخضاع شعبنا ووطننا ورسائل تهديد لكل من يريد سلبنا كرامتنا وعزتنا،
وانا اليوم اؤمن أن الكتابة عن مظلومية وطن هي الفعل الأسمى والأقدس وهي الكتابة التي تخلد ومادونها لا ، وأتوجه بشكري لكل الصحف المحلية والدولية والاعلاميين العرب ورؤوساء المواقع اليمنية والعربية الذين تبنوا نشر مقالاتنا وساندونا في ايصال حروفنا واصواتنا إلى العالم وكتبوا معنا وتابعوا معنا كل مايحدث في اليمن،
والان هل استوعبتم كيف أن الكتابة هي أحد متارس الجبهة الأعلامية التي بحمد الله انتصرت وبقوة على كل تلك الترسانة الصخمة للعدو وقزمتها؟؟ واخيرا اختم مقالي هذا بمقولة للأديبة الفلسطينية نبال قندس حين قالت(

أكتب لأن الكتابة تنتصر على الطغاة والظلم والجوع والبرد ولأنني ما زلت مصرّة على قولي هذا: “قطعوا رأسه كي تُشلَّ حركة أفكاره، تدحرج الرأس على المنصة، وقفزت الأفكار لرأس الجمهور)

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق