ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية الرابعة والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية الرابعة والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ من العوائق التي تؤثر سلباً على الأخوة الإيمانية والاعتصام بحبل الله وتسبب الفرقة والاختلاف وتؤثر على مستوى الانسجام:
1/العوامل النفسية وفي مقدمتها الكبر فالكبر له تأثيره الخطير لأن الانسان المتكبر يربط الأمور في الواقع العملي بهذا الجانب ويرى نفسه أكبر من الحق وجاء الحديث في القرآن عن الغيبة قوله تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) فالإنسان المؤمن لا يتكبر و يعي أن منزلته هي عند الله وأن يرضى الله عنه وأن العزة لله ويمنحه الله العزة ويجعل الناس يقدرونه.

2/ النظرة الشخصية والمقاصد الشخصية والتمحور حول الذات فإذا كانت النظرة الشخصية هي الدافع الرئيسي للعمل المؤثر الكبير في انطلاقة الإنسان فهذا يؤثر على مدى استجابته وإنجازه فالإخلاص عامل مهم للحفاظ على الوحدة الإيمانية.

3/ حالة العجب والغرور لدى الإنسان فقد ينطلق الإنسان في بداية الأمر بالإخلاص لله وفيما بعد نتيجة إنجازه لعمل وفقه الله لها أصبح معجب ومغرور بنفسه وبالذات عندما يترافق ويحظى ذلك بالمديح كثيراً فيصبح الإنسان في هذه الحالة دائم التسبيح بحمد نفسه فحالة العجب والغرور تتنافى مع الأخوة الإيمانية لقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) المختال لا يرى إلا نفسه وعمله وجهده ويعظم عنده مايفعله كثيراً وحالة العجب حالة تصنع فجوة بين الإنسان والآخرين ويصعب التعامل معه والتنسيق معه في أي عمل ولا يشعر بالانسجام كما روي عن الإمام علي أنه قال: (العجب وحشة).

4/ الطمع والأنانية فعندما يصبح طمع الإنسان مؤثراً عليه في أعماله فهو يكره الآخرين ولا ينسجم معهم إذا لم يحصل على مايريد لقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْـمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَـمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ).

5/ الغضب والانفعال المنفلت كل إنسان يغضب وينفعل ولكن من المميزات التي تعود إلى التقوى أن الإنسان المؤمن يضبط نفسه ويسعى على ضبط ردة فعله لقوله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) وقوله: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) وجاء وصف الله تعالى لعباده الأخيار في قوله: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فالحساسية المفرطة قد يكون وراءها العجب أوالغرور بمجرد كلمة بسيطة وجهت إليه فيغضب أشد الغضب ولو دمرت الكعبة وهدم الأقصى لن ينفعل كذلك فالبعض من الحساسية المفرطة يتورط بالقتل أو يتكلم بكلام سيء جداً ويفتري ويكذب.

6/ سوء الظن والله قد نهى عن ذلك لقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) والعجيب أن البعض يكون سريع الظن من أول لحظة ليفسره بأسوأ تفسير وعلى أسوأ الاحتمالات وسوء الظن يمثل حالة خطيرة على الإنسان ولا تستقيم العلاقات والأخوة الإيمانية في وجود سوء الظن والبعض يبني المواقف على سوء ظنه ويجعل هواجسه دليلاً قاطعاً ويبني عليها ردود أفعاله ويظلم.

7/ الحسد وهو من أسوأ الصفات وأذمها عندما تغتاض من شخص لأن الله أنعم عليه بنعمة معينة فتكرهه لأن الله منحه شيء وتتجه إلى ذمه وتكون لك ردة فعل تجاهه ويكون في الحسد ردة الفعل إلى الله قبل أن تكون لعبده وجاء في قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).

8/ الهمز واللمز والسخرية والاغتياب فهذه تعود إلى اللسان إذا كان الانسان هماز لماز لقوله تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُـمَزَةٍ) وأصبحت الكتابة أحد اللسانين ذات حضور بارز ويطلق الإنسان لسانه في الطعن بالناس فالإنسان عندما يكون هذا جزء من سلوكه الذي يعتاده ليس بمسلم وجاء قوله: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) وقد يكون كل يوم لديه ضحية يتكلم بكل جرأة وإساءة و إذا لديه تعبير وبلاغة قد يسخرها على أسوأ الأشياء وجاء قوله: (وَلَا تَلْـمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) انتم كمجتمع عندما تلمزوا الآخرين أنت تلمز نفسك والغيبة كذلك (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) على الإنسان أن ينزه لسانه حتى يكون نظيفاً من الغرور والسخرية لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ).

9/ سوء الخلق والفضاضة والغلظة فالبعض لا يجسد الذلة والرحمة بين المؤمنين بل أصبح كلامه بوقاحة وقلة أدب وفضاضة وجلافة وهذا يؤدي إلى التفريق ويصبح عائق أمام الانسجام والمحبة والتعاون وحالة خطيرة في تأثيرها السلبي بين العلاقة في الأفراد أو في موقع المسؤولية في مكان معين فالله قال لنبيه: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) لما صبروا عليه وما تحملوه وهو رسول الله وجاء عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: (من لا نعوده كثفت أغصانه)
إذا كان الحال أن الناس ماكانوا ليتحملوا رسول الله لو كان فضاً غليظ القلب لكن من رحمة الله لنت لهم
فإذا جمع الإنسان بين مهارة عملية وحسن الخلق سيرتاح له الناس كثيراً.

10/ النميمة وهي ذات خطورة كبيرة وظاهرة سيئة جداً عندما يسمع الإنسان كلام معين يسيء إلى شخص معين فيذهب لينقله وهو من أخطر وأقذر الأساليب وقد جاء في الحديث النبوي: (لا يدخل الجنة قتات) القتات هو النمام ومن الأعمال التي يسعى لها الأعداء الشيطان وأولياء الشيطان هي التفرقة من الداخل وهو عمل يخدم الشيطان لقوله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) ويصبح الإنسان في هذه الحالة كما قال الله تعالى عنه: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق