ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية السادسة والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية السادسة والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) بفضل الله ورحمته وكرمه منَّ الله علينا بالغيث وهطلت الأمطار على عدد من المحافظات بعد جدب شديد وبالذات في الأرياف فيما يتعلق بالشرب والجانب الزراعي والمعاناة فيما يتعلق برعي المواشي وكانت حالة الجدب قد أضرت بالناس كثيراً ووصلت إلى حد كبير ثم منَّ الله تعالى بالغيث فهي رحمة ونعمة من الله والمفترض تجاه هذه النعمة أن نتوجه لله تعالى بالشكر ونطلب منه المغفرة ونسعى إلى أسباب رضوانه للتقرب إليه تعالى.

_ من المهم في هذه الليالي المباركة هو طلب المغفرة والإنابة إلى الله تعالى والسعي لصلاح الأنفس والأعمال الظاهر والباطن منها.

_ الله تعالى هو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين يريد لعباده الخير لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) تأتي رحمة الله في وضع صعب نعيشه فيتغير واقع حياتنا إلى حد كبير ويقول الله تعالى: (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَـمُبْلِسِينَ فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَـمُحْيِي الْـمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الحالة التي وصفتها الآية هي الحالة التي يعيشها الناس وهم في حالة من الاحباط والحيرة لا يعرفون ماذا يفعلون لأنفسهم وهم في احتياج شديد للماء لأنه أساس ضروري وهو عمود الحياة وهو مايدل على افتقارنا إلى الله ويذكرنا برحمته وبجنايتنا على أنفسنا بأن عملنا مايضرنا في هذه الحياة فالإنابة إلى الله والإقبال إليه سبب لرحمته وعفوه.

_ علينا أن نستثمر هذه الليالي والأيام المتبقية من شهر رمضان ليمُن الله علينا برحمته وأكثر مانطلبه هو المغفرة والله قدم وعد قاطع في قوله: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) فالشكر هو سبب لرعاية وزيادة النعمة وسبب لأن تقدر النعمة.

_ من أهم ماينبغي ملاحظته هو إخراج الحقوق ومنها الزكاة وتأتي في المقدمة وهناك من يتهرب من إخراجها وهناك الكثير من المزارعين من يخرج جزء منها ويأكل الباقي فلا يجوز ولا يليق بالإنسان أن يتنكر بنعمة الله تعالى لأن إخراج الزكاة هي سبب للبركات والخيرات وأن يمن الله علينا بواسع فضله فنحن نبخل ونهلك أنفسنا وهي حماقة ومعصية وخسارة.

_ الشكر رعاية للنعمة عندما نتجه إلى الله تعالى بالشكر والحمد ونتذكر ما كنا فيه من المعاناة وما استفدنا منه في هذه النعم فيجب علينا الشكر لله والاستقامة لقوله تعالى: ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) العودة والإنابة والتوبة لله والاستغفار هي سبب لرحمته وفضله وأيضاً الاستقامة لقوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) الكل مأمور بالاستقامة فالله تعالى قال لنبيه: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) كذلك من هم في واقع المسؤولية عليهم أن يستقيموا فكلما كبرت مواقعهم في المسؤولية كلما كانت المسؤولية عليهم أهم في هذه الحياة.

_ نحن كشعب مجاهد هويته إيمانية نال شرف كبير ووسام عظيم لما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) فالكل معني بالاستقامة وكلما تهيأت الظروف للاستقامة والصلاح والإيمان كلما كانت المسؤولية أكبر وكانت عقوبة التفريط والتخاذل أكبر.

_ الاستفادة من نعمة الغيث والأمطار بشكل أكبر في العمل ففي معظم المناطق الريفية لا يسعون للحصول على الخزانات والبرك وهذا يحتاج إلى تعاون ومبادرات اجتماعية فعندما يتوجه الجميع على قاعدة التعاون على مافيه الخير والصالح العام سيتمكنون بعون الله على انجاز أعمال كثيرة.

_ الاهتمام بالزراعة وموسم الزراعة فهناك تقصير كبير في الاهتمام بالجانب الزراعي مع أن الأحداث التي تحصل في الدول العالمية تؤثر علينا نتيجة اعتمادنا على الاستيراد الخارجي وتأتي الأزمات في الدول فنتضرر تضرر كبير نتيجة لذلك فيفترض علينا كمسلمين أن نكون أكثر اهتماماً من غيرنا.

_ النبي بعد وصوله إلى المدينة حرك الجانب الزراعي فيها ونشط الجانب الزراعي نشاطاً كبيراً فنحن بحاجة إلى الاهتمام بالموسم الزراعي وهذا يحتاج إلى التعاون والاهتمام الفردي.

_ حالة الكسل وانعدام الرؤيا واليأس ضيعت شعوبنا العربية وقوة الانتاج الزراعي له أهمية بكل الاعتبارات على مستوى الحصار والمتغيرات والأحداث التي تحدث في بقية الدول فتؤثر علينا نحن وعلى العملة وقيمتها وعلى الأسعار وله آثار جانبية كثيرة ولو التفت التجار إلى القطاع الزراعي والانتاج المحلي فهذا يعالج مستوى البطالة وله آثاره الإيجابية من كل الجوانب.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق