ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية السابعة والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ في شهر رمضان شهر التزود بالتقوى شهر نزول القرآن الذي هو هدى للناس كتاب الهداية والنور كتاب الوعي والبصيرة دعى الإمام الخميني رضوان الله عليه وخصص الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في كل عام ليكون يوماً يسمى يوم القدس العالمي وأراد بذلك أن يكون لتذكير المسلمين بمسؤوليتهم الدينية تجاه مقدساتهم فلسطين وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف وتجاه الخطر الصهيوني اليهودي الذي هو خطر يهدد المسلمين جميعاً من أجل أن تبقى القضية حية باعتبارها تعنيهم وعليهم تجاهها التزام إيماني وديني وأخلاقي وإنساني ولتكون مناسبة لرفع مستوى الوعي الذي هو أول متطلبات المعركة مع ذلك العدو.

_ أول متطلبات الموقف والصراع مع العدو الإسرائيلي هو الوعي ويوم القدس العالمي يوم مهم في زيادة الوعي والتذكير بالحقائق الثابتة والواضحة التي يجب أن تكون هي منطلق الموقف وأول هذه الحقائق هي الكيان الصهيوني الإسرائيلي ومن ورائه اللوبي الصهيوني في العالم هو عدو المسلمين ويجب أن يتخذوه عدواً.

_ العداء للإسلام والمسلمين بالنسبة للعدو الصهيوني هو عقيدة وثقافة وفكر وليس فقط ممارسة بل ممارسة ومنبعها عقيدة وفكر وثقافة وعقدة شديدة جداً.

_ مع ماتجلى في الواقع بكل وضوح وعرف به العالم أجمع أكد القرآن هذه الحقيقة منذ نزوله في قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) أول عدو وأشد عداءً وأشد حقداً وكرهاً وأشد سعياً للنكاية بالمسلمين هي عداوة يتحرك على أساسها في مؤامراته وسياساته ومخططاته ومواقفه ويتحرك على أساسها عملياً.

_ يقول الله تعالى ليبين مدى حقدهم وعداوتهم: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) يودون ويحبون ويتمنون ويرغبون أشد الرغبة ويعملون بناء على ذلك وهذا يمثل بالنسبة لهم دافع شديد لكل مافيه ضرر وخطر عليكم وقوله تعالى: (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ) مشاعرهم متأججة بالعداء الشديد لكم إلى درجة أن يعظوا الأنامل في خلواتهم واجتماعاهم السرية ويستعر في أنفسهم الحقد والكره لكم فقد قال الله لنا بأنهم أعداء وأخبرنا بعداوتهم لنا وما يشكلوه من خطر علينا كأمة إسلامية ويجب أن نتخذهم أعداء كما قال عن الشيطان: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) فالإنسان يتخذ من يعاديه عدواً وهي ردة فعل طبيعية من الإنسان أن يعادي من عاداه.

_ يجب ترسيخ الحقيقة القرآنية التي يشهد لها الواقع أنهم أعداء لنا وفضح المنافقين الذين يوالون العدو الذي حرم الله موالاته في قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم).

_ مع كل مايفعله المطبعون للتودد والتحالف والتعاون مع الإسرائيلي كل هذا تحت عنوان التطبيع يعني الولاء والتحالف والتعاون مع ارتكابهم هذا الجرم فذلك لن يجدي لهم في شيء وليس في مصلحتهم والعدو سيعتبرهم أعداء حتى لو أظهر لهم أنه صديق لهم فإنه لا يحبهم في واقع الأمر وجاء في قوله تعالى: (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ) يقول الله تعالى للمحبين الذين تغيروا حتى في مشاعرهم وغيروا أفكارهم وحملوا مشاعر المحبة لهم وبالرغم من ذلك لا يحبونكم و ليس لكم أي قيمة ونظرتهم لكم أنكم أغبياء سيئون تافهون إنما فقط ليشغلوكم في كل شؤون حياتكم وهي حالة خسارة.

_ الحقيقة الثانية التي أكد عليها القرآن الكريم هي أن العدو الإسرائيلي كيان فاسد مفسد وقائم في تكوينه وممارسته وأهدافه وسريته وسلوكه على الفساد والإفساد في الأرض وجاء في قوله تعالى: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) وقوله: (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْـمُفْسِدِينَ) فسادهم ليس فساد هين وبسيط بل هو أخطر فساد وأكثر الفساد شراً وضرراً فسعيهم يشمل كل مجالات الحياة وهو عمل شيطاني عدائي استهدافي للأمة.

_ الله تعالى قال: (أَلَـمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) يريدون بكل مساعيهم وأعمالهم وأنشطتهم من خلالها وبها أن تضلوا السبيل و إرادتهم هي إرادة اتجهت عملياً على أساسها الكثير من الأنشطة.

_ على المستوى الأخلاقي حربهم شرسة وواسعة لنشر المنكر والفساد الأخلاقي وكل مايساعد ويوصل ويجر إليه يشتغلونه شغل الشيطان.

_ في المجال الاقتصادي افسدوا اقتصاد الأمة لقوله تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) نشروا الربا حتى أصبح جزء رئيسي من السياسات في كل بلدان المسلمين واتجهوا لإبعاد الأمة لأن تترك الإنتاج الداخلي وتصب كل ثرواتها وإمكاناتها إلى جيوب أعدائها.

_ في المجال الاجتماعي يسعون لتفكيك الأسرة وأن عنوان المرأة عنوان رئيسي لديهم ويسعون لفصل المرأة عن الأسرة ويجعلون لها كيان لوحدها وهذا تضليل رهيب.

_ الأمة إذا رجعت إلى مبادئها بشكل نقي وصحيح واقتدت برسولها الكريم وتحركت على الأساس الصحيح فإنها ستحظى من الله بالنصر والمعونة وتتحصن من حالات الاختراق التي يستهدفون بها لأن واقعهم قائم على الإفساد وهو واقع ضعيف ومن أكبر عناصر ونقاط الضعف أن زوالهم محتوم.

_ مهما بلغ شر اليهود واختراقه للأمة فهو خاسر ويخسر معه كل الذين تورطوا بالولاء له فالله قد قدم وعد مهم في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) عن حرمة الولاء للأعداء واليهود ومن معهم من النصارى ثم تأتي هذه الآية المباركة لتبين أن الله سوف يأتي بقوم يحملون هذه المواصفات العظيمة في ظل الارتداد عن الدين والمواقف والمسؤوليات التي هي جزء من الدين الشريف وتعليماته وتشريعاته ممن يتنصل عنها سوف يأتي الله بقوم لهم هذه المواصفات وهذا وسام وشرف كبير.

_ (أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ) الذين اتجهوا في الولاء الإسرائيلي والأمريكي كيف سوئهم وحقدهم وجرأتهم ووقاحتهم على المسلمين في الوقت الذي يبدون أذلاء أمام الامريكي والإسرائيلي.

_ (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) لا يتنصلون عن هذه الفريضة لأنهم يثقون بالله وبوعده لهم بالنصر ولديهم الحافز الإيماني للاستجابة فمهما كان حجم وطبيعة اللوم فهم ثابتون لأن منطلقهم إيماني فهم في موقف رشد واعتماد على الله تعالى.

_ من هنا ندرك أهمية وقيمة التحرك أنه يمثل المبدأ القرآني والتوجه الصحيح على مستوى الفطرة والصدق الإيماني وأنه ضرورة تدفع عن الأمة سخط الله وشر أعدائه.

_ يجب أن نسعى للتحرك في كل المجالات على كل المستويات لأن المعركة مع العدو معركة مفتوحة وأن يكون موقفنا واضح ضد هذا العدو والمقاطعة للبضائع جزء من المواجهة والهتافات جزء من الموقف التحريضي والتعبئة والتحرك في كل المجالات.

_ من المميزات في هذه المرحلة أن النهضة لدى الكثير من أبناء الأمة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا والبحرين هذه النهضة والتعاون والتظافر للجهود هو مسار عظيم التقت عليه الأمة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق