نبذة عن حياة المناضل الشيخ محمد احمد مقبل المسعدي

حشد نت. توفي الشيخ الحاج ” محمد أحمد مقبل المسعدي” ،بتاريخ.
2020/4/7م عن عمر ناهز التسعين عاما، بعد صراع مع المرض، وفي هذه السطور نبذه عن حياته.

الحاج المسعدي من مواليد قرية خاب، مديرية دمت، محافظة الضالع، أحد أبرز مشايخ مخلاف الحبيشية.
عرف عنه الصلاح وعمل الخير، والنزوع نحو التنمية والاستقرار، من خلال انشغاله بالزراعة والاهتمام بالأرض، وكان له اسهامات في دعم أنشطة دار القرأن الكريم بدمت.

والحاج المسعدي شخصية وطنية انحازت في فترة مبكرة للصف الجمهوري، وواجهت العديد من المصاعب.
ظل في صف الدولة واسهم بشكل كبير في تثبيت وجودها في مديرية دمت، بمرحلة كان ثمن ذلك أغلى ما يملكه الإنسان وهو حياته، سيما وأن المنطقة كانت ساحة للصراع، بين نظامي صنعاء وعدن.

تعرض هو أسرته لهزة إقتصادية كبيرة، بعد وفاة والده في العهد الأخير لحكم الامامة البائد، حيث صادرت أسرة بيت حميد الدين كامل أملاكه، مقابل سداد ما تراكم على والده من أموال الضرائب والزكوات التي كانت عبارة عن متأخرات عند المواطنين وتخلفوا عن سدادها.

كان والده شيخ ضمان ناحية دمت التابعة للواء إب في عهد الامام يحيى حميد الدين وابنه أحمد، حتى قيام الجمهورية في 26 سبتمبر الخالدة في العام 1962م.

ولأن صنائع المعروف لا تضيع، فإن الرجل الذي عرف بشهامته وكرمه وتسامحه مع الناس، لاقت قضيته تعاطف كبير، والتف الناس حوله بالمنطقة ووقفوا إلى جانبه وهو ما حال دون تعرضه وعائلته لظلم، لا يستحقونه.

وينحدر الشيخ أحمد مقبل المسعدي، من قبيلة، ارتبط وجودها بمنطقة قيفة في رداع بمحافظة البيضاء، واستقر الحال، بعدة أسر منها في دمت، قبل عدة قرون، وكان يصفه الشيخ أحمد ناصر الذهب، ب”أحد فحول قيفه” كناية عن حنكته وعسارته وقوة شخصيتة.

في مطلع السبعينات من القرن الماضي وفي ذروة المد اليساري الذي اجتاح المنطقة، والاعتداءات التي طالت عشرات المشايخ بدعاوى الحرب على القوى الرجعية والظلامية، تعرض الحاج محمد المسعدي لمتاعب جمة، عاد من بعضها، من شافة الهاوية، ولكن بفضل أشخاص من نفس القرية، أرادو له البقاء.

وبرغم رفضه ومناهظته للأفكار الدخيلة والهدامة، إلا انه فضل البقاء بعيداً عن خطوط الصراع الملتهبة؛ تحاشياً وحذراً من الوقوع في مستنقع العنف الدموي الذي غرقت به بعض قرى المنطقة، ولم تستطع الخروج منه حتى اللحظة.

استطاع بحنكته وحكمته تجنب ويلات تلك المرحلة الخطرة، وتداعياتها، ولعل ما جرى لوالده من بيت حميد الدين، وتجربة المنطقة، وطبيعة الصراع الدموي المسلح، وما تعرض له هو شخصياً مطلع السبعينات، ربما أكسبه، كل ذلك، قدرة، في التعامل مع الأحداث، والقوى الفاعلة فيها.

كما اسهم وبشكل كبير في تشكيل قناعاته، ورسم خط توجهه الذي إمتاز بالتوازن نوعا ما، قبل أن ينتهي به المطاف، بالتواري عن المشهد العام، وهي سياسة حرمته وأسرته من إمتيازات عديدة كان يمكن أن يتحصل عليها، إلا أنها في المقابل أسلمته دفع كثير من الأثمان

مقالات ذات صلة

إغلاق