في الساحل الغربي : الفرعون يغرق وعصى موسى تلقف كل ما صنعوا .

بقلم / حزام الاسد :
منذ اكثر من ستة أشهر وأمريكا تخطط لمعركة الساحل الغربي الذي اعتبرتها معركتها الاولى في المنطقة ففي يوم الثلاثاء ٢٠ مارس من هذا العام صوت الكونجرس الامريكي بالاغلبية على استمرار المشاركة الامريكية في الحرب على اليمن ووصف اعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي المعركة بالمصيرية بالنسبة للادارة الامريكية وجسر العبور نحو تمرير صفقة القرن في المنطقة العربية وفي ٣ مايو من هذا العام اعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع الامريكية البتاجون عن مشاركة بلادها بوحدات من القوات الامريكية الخاصة ممن اسمتهم باصحاب القبعات الخضر في الحرب على اليمن واردفت بقولها : “لن نكشف عن حجم قواتنا الخاصة داخل اليمن ودعمنا للسعودية في هذه الحرب” .
وحشدت الولايات المتحدة لهذه المعركة منذ وقت مبكر حوالي خمسة وعشرين الف مقاتل هم من (المرتزقة المحليين والاجانب من عرب وافارقة وامريكيين أوروبيين واسيويين ومجاميع من تنظيم القاعدة بجزيرة العرب) وعززتهم بأكثر من الف وخمسمائة آلية مدرعة متطورة وأربعة آلالف طقم عسكري عن طريق الإمارات وغطاء جوي كثيف ومتطور جدا من اسراب سلاح الجو الامريكي والسعودي والاماراتي والاردني والبريطاني والفرنسي والاسرائيلي ال F16 + F15 والمئات من الطائرات بلاطيار وطائرات الاباتشي والطيران الاستطلاعي والرصد عبر الاقمار الاصطناعية ومشاركة العديد من القطع البحرية متعددة الجنسية من فرقاطات ومدمرات وبوارج وسفن حربية .
وما أن تم اطلاق ساعة الصفر لهذه المعركة التي دشنت بعمل إعلامي تضليلي ضخم وكبير جدا بل لم يسبق له مثيل من حيث الكم الكبير والمتنوع في الوسائل والطرق والامكانات المتطورة والتي اعتمدت اجمالا في ضخها التضليلي على استراتيجية الكذب على الخارج على انها معركة تحرير يترافق معها عمل انساني وتطبيع للاوضاع وعلى الاتجاه الداخلي عمدت على التهويل من حجم العتاد والعدة والامكانات العسكرية التي يتقدم بها العدو في مقابل تشنيع وازدراء الطرف الآخر والتقليل من قدراته واسقاط موضوع السيطرة كأمر حتمي لا فرضي ثم اعلان السيطرة والانتصار الوهمي المبكر لخلق حالة من الارجاف والتخويف ومحاولة التشتيت والارباك ترافق ذلك بتسريب وانزال قوائم لمطلوبين لدى قوات العدوان من قيادات في السلطة المحلية للحديدة وشخصيات اجتماعية من أبناء تهامة وفي نفس الوقت عملت تلك الخلايا مع حجم الارجاف الكبير من محاولة فتح خطوط التواصل بتلك الاسماء والشخصيات لارجافهم وتخويفهم واغرائهم في نفس الوقت ان هم انضموا للعدوان وتخلوا عن مواقفهم الوطنية ترافق ذلك بنشر للشائعات وخلق الهلع والخوف في اوساط المواطنين من ابناء مدينة الحديدة والدعوة لاخلاء مساكنهم وتركها والنزوح عن المدينة وحديث وتهريج عن استخدام من اسموا بالحوثيين للمدنيين في مدينة الحديدة كدروع بشرية وذلك استباقا لجرائم ابادة تجري امريكا الاعداد والترتيب لها ان لم نقل انها قد باسرت باستهداف العديد من مساكن وسيارات وباصات المواطنين وخاصة النازحين في الطرقات العامة بالطيران .
كل تلك الخطط والمؤامرات وكل تلك الامكانيات التي حشدت لها امريكا والعمل الاعلامي الزائف والمضلل والضخ المالي الكبير جدا لشراء الولاءات وخلق الانتصارات الزائفة كل ذلك سقط في مع اول صاروخين استهدفا بارجة للعدوان قبالة السواحل اليمنية وما أن أطل السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله على شاشة التلفاز واثير موجات الراديو شارحا طبيعة المعركة وحجمها في الساحل الغربي وخلفيات ومساراتها واستراتيجية العدو منها وخططه العسكرية فيها وحجم الشرك والفخ التي وقعت فيه امريكا وحلفاءها بتمددها الانتحاري والاحمق على طول الخط الساحلي ومع ذلك الخطاب الذي مثل عصى موسى ، وصدق وموضوعية الطرح والبيان والتوصيف وتحديد المسارات والاولويات في مقابل تظليلات واراجيف ماكنات اعلام العدوان الضخمة ، تحولت كل التهديدات الى فرص وتحرك الجميع استشعارا للمسؤولية وتلبيا لنداء الله والسيد القائد مستشعرين معية الله ومسؤوليتهم امام قضيتهم العادلة والمحقة رفدا لجبهة الساحل وذودا عن حياض البلد وسيادته ودفاعا عن الارض والعرض والكرامة وما أن انقشع غبار المعركة في يومها الاول حتى تبخرت كل تلك الاراجيف والانتصارات الوهمية التي روج لها العدوان ومعها تهاوت واحترقت المئات من المدرعات والاطقم العسكرية وما ان تجاوزت هذه المعركة يومها الرابع حتى أصبح القطيع المرتزق على طول الخط الساحلي مقطعة اوصاله ومحشور في ثلاث مناطق منفصلة عن بعضها بعد أن نفق الكثير من قوامه البشري قتلا وأسرا بيد الجيش واللجان وأبناء تهامة الاحرار الذين مثلوا رأس حربية ووقود لهذه المعركة .
اليوم وقبل اعلان امريكا هزيمتها وفشلها في هذه المعركة التي راهنت على حسمها ووضعت فيها كل ثقلها العسكري والامني والسياسي والاعلامي والمال الخليجي ومحاولة أخيرة منها لكسب ولو انتصار طفيف او جزئي يحفظ لها القليل من ماء وجهها القبيح وما روجت له هي واذنابها ، الزم السفير الامريكي لدى اليمن قيادة حزب الاصلاح ممثلة بالفار علي محسن الاحمر والفار هادي بارسال ما تبقى لديهم من مرتزقة في عدن بصورة عاجلة وهي آخر ما يملكه هادي وحزب الاصلاح من قوات عسكرية بعدن ما يسمى بألوية الحماية الرئاسية بقيادة الاخواني مهران القباطي كتعويض للفاقد الكبير في العنصري البشري ولو في الحد الادنى مقارنة بما تم القضاء عليه من مرتزقة في هذه المعركة .
وعند هذا التحدي المفصلي والفارق في تاريخ الشعب اليمني والعالم وبهذه المعركة المصيرية والتي سيتحدد فيها بإذن الله مصير الشعب اليمني والأمة الاسلامية ، فالجميع اليوم معني أكثر من أي وقت مضى للتحرك بجد ومسؤولية واخلاص لله في رفد جبهات الساحل بالرجال والعتاد والمال قال تعالى “وما النصر الى من عند الله” وقائل جل وعلا “وكان حقا علينا نصر المؤمنين” .

مقالات ذات صلة

إغلاق