شرق أوسط بلا أمريكا

بقلم ـ دينا الرميمة

كان لخبر اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما أثر كبير بين أوساط الشعب اليمني الذي يعلم حجم هذا القائد الكبير الذي أرعب قوى الشر وجعلها تخسر الكثير من أياديها التي عبثت بأمن العالم .

فقد جاء الخبر كالصاعقة صادماً لهم وخيم الحزن على قلوبهم وتناسوا مأسيهم وأحزانهم التي خلفها العدوان عليهم ولازال ولم يعودوا يكترثون لأصوات الطائرات التي تحلق فوق رؤوسهم ولا لذاك الحصار الخانق الذي يغتال يومياً من بينهم الكثير !!
ظلوا يتابعون المشهد بترقب بالغ ويتمنون لو أنه كان كذباً!!

هم يعلمون أن من قتل سليماني ورفاقه هو نفسه من لخمس سنوات يقتلهم ويحاصرهم بخبث ، وأن السلاح الذي قتل به سليماني هو نفسه السلاح الذي قتل الألآف من الأطفال والنساء والأبرياء في اليمن وقتل كل من يقف بوجه الخطر الأمريكي والصهيوني ،وهي الطريقة الغادرة نفسها والوحشية والأسلوب الإنتقامي والتعنت ولا شيء سواهم ،
ولنفس السبب أيضاً !
فالمشروع الذي أراد القاتل أن يقضي عليه بقتل سليماني هو نفسه الذي بسببه قتل اليمنيين وغيرهم.
فمن الجرم في نظرهم أن تكون عاشقاً للحرية والكرامة والهوية الإيمانية التي تريد امريكا سلبها من قلوب اليمنيين وكل الأحرار والشرفاء في محور المقاومة وأيضاً من كل العالم .
ولانهم يحلمون بالعيش في أوطان تغمرها روائح السلام لا روائح الدماء التي تسفكها أمريكا دون أدنى حق إلا كونها تريد أن تجعل للكيان الصهيوني وطناً ولنفسها موطئ قدم بين جنبات شعوب الشرق الأوسط.

وماأن قام الحرس الثوري الإيراني بعملية قصف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق حتى استبشر اليمنيون وهللوا وكبروا فرحاً !!
فالإنتقام هنا ليس لسليماني وحده ،
إنما هو لكل قطرة دم سفكت بمرسوم أمريكي وتمويل أعراب الخليج .
وهي إنتقام لكل المظلومين الذين ذهبوا ضحية أحلام ترامب ومن على شاكلته في أن تكون القدس عاصمة لأسرائيل التي لا وجود لها إلا في قواميسهم وأحلامهم الخبيثة.
وسواء أكان قتل بتلك العملية أمريكيون أم لا فليس هذا هو المهم إنما يكفي أنهم تلقوا صفعة قوية بأستهداف قاعدة أمريكية لم يجرؤ أحداً ان يقدم على مثل هذا الفعل إلا ايران التي أراد ترامب أن يجعل منها عدواً للعرب والمسلمين ويتهم مواقفها الداعمة لفلسطين بالإرهاب!
وتحمل هذه العملية رسالة قوية أن القصاص لدماء سليماني ورفاقة هو الأنتصار لكل المظلومين الذين يتجرعون ويلات أمريكا ليل نهار
ولن يكون القصاص الا بخروج أمريكا ذليلة من كل الشرق الأوسط .
ونحن نضم أصواتنا إليهم من كل محاور المقاومة ومعهم تتوحد مطالبنا بأنه لا حياة لأمريكا بيننا وعليها أن تجر خبثها وخبيثها من بيننا وتعود أوكارها حتى يعود لأوطاننا السلام وتنبت فيها أشجار سامقة من العزة والحرية .

مقالات ذات صلة

إغلاق