قومي كي يبقى العالم يابيروت!!

بقلم -دينا الرميمة

في محراب الحزن الذي اعتاد وقوفنا عليه لست سنوات ولم يمل وقع خطواتنا وانين أرواحنا وكأنما تزداد شهيته إلينا هانحن اليوم امامه نتلوا صلوات القهر والأسى ونسقيه دموع عيوناً تبكي عروس الشرق ولؤلؤة اهداها البحر للبنان
بيروت الجريحة المنكوبة هانحن نقاسمها الألم كما تقاسمته مع صنعاء فمصابها أدمى اجسادنا وجراحها تنزف من قلوبنا ،
بيروت أُحرقت فأحرقت قلوبنا معها وحين أنطفات انوارها أظلمت الدنيا من حولنا ،
المأساة ذاتها تشاركناها ،نحن فقط من يحس كمدها ووجعها وألامها القاتلة لأننا عايشنا مأس مثلها وكابدنا مراراتها وعشنا حوادث كثيرة مشابهة لما حل بلبنان اليوم ولهذا نكاد نكون أكثر من يتألم على مصابها وبالأخص انها كثير ماشاركاتنا أوجاعنا،وكانت كلمات قاداتها ورجال مقاومتها تأتي كبلسم يداوي وجع قلوبنا المثقلة بالخذلان من كل العالم ،وامنيات سماحة السيد بأن يكون مقاتلا ًمعنا وتحت لواء قائدنا كانت داعم قوي لنا في ميادين المواجهة مع العدو.
نعم بيروت التي اعتادت الكوارث والحروب التي كانت ترشقها بالمصائب والأوجاع فكانت تنهض في كل مرة من تحت انقاض الركام قوية ، تقوم بعدها شامخة تتحدى العواصف تاركة أثر على محياها شاهداً على ما قد مرت به من تأريخ مفعم بالبطولات والألم والأسى حتى شبهت بالمتحف المفتوح فكل ركن فيها يحمل قصة وحرب وشواهد اغتيالات وطعنات، ولكن مصابها اليوم أعظم وأشد ففي وقت لبنان تعاني حرب خفية ومؤامرات جعلت اقتصادها هش للغاية أن داعبتها الريح تنكسر جاءت النار لتحرق وجه بيروت الجميل وتقطع شريانها الوحيد الذي يغذي كل لبنان!!
فأي الكلمات نستطيع أن نسطرها في مصاب بيروت بيروت المقاومة والعزة بيروت التي لطالما أوجعت الصهاينة واّرّقت مضاجعهم بمواقفها ومقاومتها الشجاعة التي جعلتهم يكنون لها كل العداء وقبل أن تشار اليهم أصابع الإتهام سارعوا بإضاءة تل ابيب بأعلام لبنان علها تعمي الأنظار عنهم وتنسي اللبنانيون التهديدات الموجهة لهم من قبلهم وأي تفكير غبي هذا الذي قادهم إلى هذا التصرف وسواء كانت أيادي الصهيونية هي من اغتالت بيروت اليوم أم أيادي لوثها الأهمال والمصلحة الخاصة فنحن نؤمن أن بصمات الصهيونية البشعة لا تزال تلوث كل مدن محور المقاومة!
فأن تكون حراً مقاوماً في زمن التبعية والارتهان فعليك أن تعلم أن ذلك يحتاج تضحيات ودماء تراق لأجل كرامتك وعزتك وأرضك التي تحاك ضدها كل المؤامرات والتي سترتوي من دماء ابنائها الأبطال لتنبت فيما بعد اشجار من الكرامة تطال السماء وتعانقها بحرية وسموق
ولهذا بيروت اليوم كما صنعاء اليوم والأمس توشحت بالسواد وتخضبت تربتها بدماء أبنائها المحبين لها الذين لطالما حلموا بان ينهضوا بلبنان ويواجهوا كل تلك البشاعة التي وجهت نحوها وونحو كل بلد عشق الحرية ورفض التطبيع.
بيروت فلتنهضي ولتنفضي عنك غبار الحزن ورماد اليأس مع رماد الحرائق والدمار عودي لتحتضني البحر وجبال لبنان كما عهدناك يافاتنة فنحن نمد ايدينا اليك رغم قلة ذاتها وقيودها التي كبلت قلوبنا معها ولكن حتما بل مؤكد أننا سنهزم اليأس وننهض لنجرف المتأمرين علينا جميعاً ونزرع مكان تلك الألآم أمال تسحق قلاع المعتدين وان كثروا

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق