قدس ٢ بداية الوجع الكبير

بقلم ـ دينا الرميمة

لأكثر من عام السعودية تحضر لعقد قمة العشرين ثلاثين بهدف تقوية عمودها الفقري (الاقتصاد) الذي أصابه الشلل والهشاشة ، وأصبح متهاوياً إلى أدنى مستوياته وعلى إثر هذا الأنهيار والتهاوي أصبحت السعودية دولة مديونة بعد أن كانت الدولة الأثرى والتي ينظر اليها القريب والبعيد بعين الطامع الحاسد !
كان للسياسيات الخاطئة التي انتهجها النظام السعودي الحاكم وعلى رأسه محمد بن سلمان المتطلع لولاية العهد بعد ابيه تأثير كبير على إنهيار الاقتصاد السعودي حيث اتخذ من الأموال في الخزينة السعودية سبيلاً لتحقيق نجاحات سياسية تمكنه من الوصول الى ولاية العهد على عكس بقية الدول التي تتخذ من السياسة سبيلاً لرفع اقتصادها وجني الاموال الطائلة ، فمحمد بن سلمان يعلم تمام العلم أن لا أحقية له بذلك لكنه ظن أنه بالمال يستطيع شراء رضى الدول الكبرى التي تستطيع ان تمكنه من مبتغاه ولابد لذلك من ثمن !!
المال وتنفيذ كل ماتطلبه امريكا كان هو ثمن وصوله إلى العرش!

فابتدأها بحرب اليمن التي كلفت مليارات الدولارات وجعلت المنشأت النفطية والحيوية السعودية عرضة لاستهداف القوات المسلحة اليمنية .
لحقها
اشعال حروب أخرى في المنطقة خدمة لأمريكا والكيان الصهيوني ودفع مليارات الدولارات في سبيل دفع الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني !
ايضاً حرب النفط التي أقحم محمد بن سلمان بلده فيها ضد روسيا بأوامر امريكية والتي كان لها دور كبير في تهاوي أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها وكانت السعودية اول المتضررين منها ،ولا ننسى أيضاً جائحة كورنا التي كان للسعودية النصيب الاكبر منها من بين الدول العربية وكان لها تاثيرها على الاقتصاد السعودي كما بقية دول العالم ،
كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى انهيار الاقتصاد السعودي وكان المواطن السعودي هو من دفع ثمن هذه الحماقات وبات لزاماً عليه ان يعيش حياة التقشف داخل أرض غنية بثروات تجعله يحيا حياة الملوك، لكن كيف ذلك في ظل حكام اغبياء ليس للشعب ادنى حضور في حساباتهم بل على هذا الشعب ان يتحمل نتيجة سياساتهم واخطائهم !!
رفع ضريبة القيمة المضافة وتقليص الرواتب ورفع قيمة فواتير الماء والكهرباء كانت هي اولى خطوات معالجة عجز الخزينة السعودية !
وبعد تيقنهم أن أرمكو امبروطورية النفط السعودي لم تعد ذات أهمية إقتصادية كما كانوا يفاخرون بها قبل استهدافها من قبل الجيش اليمني في سبتمبر ٢٠١٩ ولازالت عرضة للاستهداف أرادت السعودية عقد قمة العشرين لدعوة الشركات الأجنبية للاستثمار فيها بغرض رفع اقتصادها من جوانب أخرى ومن خلال هذه القمة أرادت السعودية أن تثبت للعالم بأن السعودية مكان آمن للاستثمار ،
وقبل ان تبدأ القمة بأسبوع افشلت القوات المسلحة اليمنية هذه القمة عبر رسالة تحذيرية للمواطنين والشركات الأجنبية بالابتعاد عن المواقع الحيوية السعودية لأنها من ضمن الاهداف التي سيتم استهدافها رداً على أستمرار الحرب والحصار على اليمن ورفض السعودية لكل مساعي السلام ،
لكن السعودية وكعادتها النرجسية لم تلق بالاً للتحذيرات فما كان على القوة الصاروخية اليمنية إلا ان تدعم تحذيراتها برسالة بالستية عبر صاروخ مجنح قدس ٢ حط رحاله في محطة توزيع النفط لشركة ارمكو في جدة و حقق هدفه بدقة بالغة ،
صاروخ قدس ٢ من الصواريخ المجنحة متوسطة وبعيدة المدى يصل الى” ١٥٠٠ كم “
يمتاز هذا النوع من الصورايخ برأس كبير يحمل متفجرات ضخمة تجعله يحدث أنفجارات شديدة وله قدرة عالية على الأختراق للاسطح مهما كان سمكها، كما انه يتميز بقدرته على تعدي كل الأنظمة الدفاعية وبطاريات الباتريوت .

جاءت هذه الضربة في وقت كان محمد بن سلمان يلتقي بوزير الخارجية الأميركي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني ووزير الموساد في مدينة نيوم السعودية فكانت الرسالة موجهة للطرفين
انهم ليسوا في مأمن طالما واليمن ترضخ تحت الحرب والحصار وأن لا سلام لهم إلا بسلام اليمن ،
وأما الرسالة الموجهة للكيان الصهيوني فقد كانت من خلال الأسم الذي حمله الصاروخ قدس بمعنى أن القدس حاضرة ولن تستطيعوا النيل منها وان خذلها المطبعون !!
ومع أن الاعلام السعودي حاول جاهداً أن يخفي خبر الاستهداف كما اخفى خبر زيارة نتن ياهو إلا ان كاميرا المواطن السعودي فضحت ماحاولوا اخفاؤه مااضطره للاعتراف بمقذوف أصاب خزان نفط ولم يحدث أي ضرر حد زعمه وتمكنهم من السيطرة على الحريق،
لياتي من يومه الثاني يتباكي ويتوسل مجلس الأمن بوضع حل للضربات الحوثية التي تهدد مصدر الطاقة العالمي ،
ومابين التقليل من حجم الضربة والبكاء والاستجداء متناقضات كثيرة تجعلنا نستنتج مدى مكابرة النظام السعودي في عدم تقبله للهزيمة الأمر الذي سيجعله يبكي ويعول كثيراً لضربات ربما قد تكون أكبر وأكثر وجعاً مالم يعترف بالهزيمة ويمد يده للسلام ويرفع يده عن اليمن التي باتت اليوم وبعد ست سنوات من الحرب والحصار واقوى واستطاعت بصمود بنائها ان تغير مسار المعركة وأصبحت مقاليد الامور بيدها خاصة مع تنامي قدرتها الدفاعية والقوة الصاروخية التي باتت حديث العالم ،
لذا ما على النظام السعودي إلا ان يعلن انهزامه دون قيد او شرط.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق