الثورة القرآنية !!

الحسين بن أحمد السراجي
وصل المجتمع المسلم في القرن الأول من الرسالة السماوية لمنحدر خطير فالمخطط كان كبيراً والتآمر أخطر !!
مائة عام فقط وقعت خلالها متغيرات كثيرة يفهمها من يقرأ التأريخ بإنصاف وتجرد ولذا كان من الضرورة بمكان حدوث ثورات تحرك المياه الراكدة بتصحيح الإنحراف فكانت كربلاء وثورة حليف القرآن .

على درب الإمام السبط الحسين (ع) مضى حفيده الثائر المجدد حليف القرآن الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .
على خطى جده الحسين حمل الراية الإمام زيد ففتيل الثورة الحسينية اشتعل وجذوة الثورة وقَّاد وها هو الحفيد يحمل المشروع .
كربلاء الإمام الحسين (ع) كانت ضرورة لأن الأمة قد وصلت لمنعطف خطير من الإنحراف والزيغ !!

عادت الجاهلية بثوب قشيب يتدرع بلباس الإسلام !! عاد أبولهب وأبوجهل وعتبة وأمية بن خلف ولكن هذه المرة بيافطة الإسلام !!
عاد الطلقاء بأحلام الجاهلية وقد قاحت قلوبهم حقداً وانتقاماً من الإسلام ورجالات الإسلام !!
من يستقرئ التأريخ بإنصاف يدرك أن غالب عوام المسلمين رجعوا غوغاء همجاً رعاعاً لا يعرفون من الإسلام وأحكام الإسلام غير المسمى فقط !!
رجعوا أشقياء !! يقاتلون آل رسول الله ويحمون ملك بني أمية !!
صمُّوا آذانهم عن سماع الهدى وتاجروا بالمواقف وأخيراً قاتلوا الإمام الحسين وسبعين من أهله وصحبه وحاصروهم من المياه وآخر المطاف قتلوا السبط واحتزوا رأسه ونهبوا ملابسه وداسوا جسده بحوافر الخيول ثم ساقوا النساء والأطفال في الأغلال سبايا !! ﴿ بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُروا بِما أَنزَلَ اللَّهُ بَغيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضلِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباءوا بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلكافِرينَ عَذابٌ مُهينٌ ﴾ البقرة 90 .

لذا كان لابد من كربلاء .. يوم الطف كان من الضرورات .. عاشوراء كانت من اللوازم التي حركت المياه الراكدة وأوقظت القلوب الغافلة !!
بنوا أمية وأعوانهم بـ :
معاوية ويزيد ومروان وهشام والوليد بن عقبة وابن زياد وعمر بن سعد والحصين بن نمير وشمر بن ذي الجوشن ويوسف بن عمر وغيرهم كانوا قد غادروا ربقة الإسلام فقتلوا الإمام الحسين (ع) وأهله وأنصاره ثم استباحوا المدينة وقتلوا الصحابة واستحلوا الحرمات في وقعة الحرَّة وبعدها توجهوا صوب مكة لإخماد تحرك عبدالله بن الزبير فقصفوا الكعبة بالمنجنيق وأحرقوها وعاثوا في البيت الحرام فساداً وفي دماء المسلمين سفكاً وقتلاً .
أفلا تشدُّ هذه عزائم أهل الإيمان ؟!
ألا تستنفر همم المؤمنين ؟!
بلى والله وذلك ما استنفر الإمام الحسين ثم الإمام زيد عليهما السلام ومن بعدهما الأئمة العظام الذين ثاروا على طغيان وظلم بني أمية وبني العباس ومن تلاهما وصولاً للشهيد القائد المؤسس رضوان الله عليهم جميعاً .

راجي عفو مولاه / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الأربعاء 24 محرم الحرام 1443هـ الموافق 1 سبتمبر 2021م .

مقالات ذات صلة

إغلاق