ما ودعكَ ربكَ وما قلى

#أميرة السلطان

هناك وفي تلك البقعة من الأرض تغير الكون بمقدمه حتى أضاء ما بين المشرق والمغرب وعلى الرغم من أنها كانت ليلة ظلماء.فرحت بمقدمه ملائكة السماء مستبشرة بهذا النور .

جاء فغير بيئة فاسدة فكان كل شيء في واقعها حلال فالخمر حلال وعبادة الأصنام حلال و الفواحش حلال وما كان في واقعهم عار إلا شيء واحد وهو أن تلد لأحدهم بنت فهذا هي المصيبة بل والطامة التي تنزل على رأس من بشر بالأنثى. فقال تعالى موصفا لتلك الحالة بقوله {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}

فجاء نبي الرحمة ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن عبودية الطاغوت إلى عبودية الله.
رفضت قريش هذا النبي العظيم وتآمروا عليه لدرجة أنهم حاولوا تصفيته وقتله.لكن الله متم لنوره ولو كره الكافرون فأمر الله نبيه بالهجرة لمكان يلقى فيه المواساة الحقيقة والنصرة والمساندة.

تدور عجلة الحياة وتفقد الأمة خلال عقود من الزمن ومن خلال الثقافات المغلوطة نبيها ! لم يعد له حضور لا في قنواتنا على الرغم من أن تلك القنوات كثيرة كغثاء السيل! لم يعد النبي في مناهجنا ولا في جامعاتنا ولا في معاملاتنا ولا في اقتصادنا ولا في سياستنا ولا حتى في أسرنا وأفراد عائلتنا.

أصبح نبينا بيننا غريبا وهذه هي الحقيقة المرة.
لكن إرادة الله حاضرة فمن رفع ذكر النبي قديما وعزره ووقره وعرف بقدره هم ذواتهم اليوم من يرفعون ذكر النبي محمد صلوات الله عليه وآله على الرغم مما يعيشه اليمنيين اليوم من صعوبة الحياة بسبب عدوان حاصر وقتل ودمر .

ولكن النبي حاضرا الأن في بيوتنا ومساجدنا ومدارسنا وشوارعنا وحتى في مؤسساتنا الحكومية التي لم يذكر فيها على مدى سنين ، رسول الله اليوم حاضر في كل شبر من أرض اليمن .وهذه هي من أكبر النعم التي من الله بها على يمن الإيمان والحكمة.

ففي يمن الأنصار تحقق قوله تعالى( ما ودعك ربك) لم يتركك ربك لوحدك لم يعد لك ذكر أو لم تعد أنت القدوة والقائد فها أنت تعود من جديد في قلوب وآرواح وأنفس من قلت عنهم ( والله لو سلك الناس واديا وسلك الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار) فأنصارك سلكوا واديك يا رسول الله فانتصروا .

#اتحاد-كاتبات-اليمن

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق