جمعة رجب وهويتنا الإيمانية!!

دينا الرميمة

دوناً عن سائر الأمة الإسلامية نتفرد نحن اليمنيون بعيد ديني ثالث الى جانب عيدي (الفطر والاضحى) المباركيين.
فيه حصلنا على وسام خاص من رسولنا الكريم الذي توّجنا بأعظم هوية في هذا اليوم.
وهو الجمعة الأولى من شهر رجب، كونها اليوم الذي دخل فيه اليمنيون الأسلام طواعية وبكل رغبة بعد وصول مبعوث “النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم” الأمام علي عليه السلام إلى اليمن حاملاً رسالةَ النبي الكريم إلى اليمنيين الذين دخلوا في الإسلامِ جماعات وأفواجاً فور انتهائه عليه السلام من قرأتها عليهم، حينها ومن شدة فرحته بإسلامهم امتدحهم الإمام علي بأبيات شعرية جميلة جدا كان ختامها:
فلوْ كنتُ بوابٌ على بابِ جنةٍ
لقلتُ لهمدانِ ادخلواْ بسلام
وبدوره ارسل للنبي الكريم يخبره بإسلام اليمنيين فأستبشر النبي خيراً فيهم وسر كثيراً باسلامهم ماجعله يتوّجهم باعظم ماميزهم عن غيرهم ومنحهم شرف الهوية الإيمانية وذلك حين قال (أتاكم اهل اليمن هم أرق قلوباً وألينُ أفئدة، الإيمان يمانٍ والحكمةُ يمانية)
وفعلا كان أهل اليمن في محل ثقة النبي الكريم خاصة ان قبائل الأوس والخزرج التي احتضنت الدعوة الإسلامية هما يمنيتان واضاف إسلام اليمنيون قوة كبيرة له حيث آزروه ونصروه وكانوا معه في كل مراحل تكوين الدولة الإسلامية..
وظل اليمنيون يحتفلون بهذا اليوم كموروث ديني له دلالاته الكبيرة وقيمته العظيمة في نفوسهم فيه يحتفلون ويقيمون كل طقوس الأعياد الدينية فيلبسون الجديد ويعاودون الأرحام ويقميون مجالس الذكر للتعريف بهويتهم الأيمانية حتى لاتندثر ولا يطغى عليها الدهر واعداء الله ورسوله. واذا ماجئنا إلى تعريف الهوية فهي جوهر الشيء وثباته وحقيقته ،وأنها الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب ،،
وهوية الشيء هي ثوابته التي تتجدد لا تتغير تنجلي وتفصح عن ذاتها دون أن تخلي مكاناً لنقيضها,طالما بقيت الذات على قيد الحياة.
وللهوية فرعان هما الولاء والإنتماء !
واذا ماأتينا إلى حديث “النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله” ( الإيمان يمان والحكمة يمانية)
نراه هنا وقد نسب الإيمان الى اليمن وجعل هوية اليمنيين إيمانية بحته وهنا نعرف انه خص اليمنيين بما لم يخص به أحد لأنه رائهم أهلاً لذلك ولذلك اختارهم ليكونوا هم الحاملين للهوية الإيمانية حتى لا يأتي عليها يوم وقد اندثرت وتلاشت ،
وفعلاً ظل اليمنيون محتفظون بهويتهم ومتمسكون بها وبمبادئها وظل ولائهم لها وانتمائهم متوارث للإجيال حتىإذا ماجاءت فترة وسهى الناس عنها على حين غفلة بسبب الحكام الظالمين كان يأتي من يستنهضها فيهم ويذكرهم بها ويعيدهم إلى هويتهم الإيمانية وارتباطهم الوثيق بنبيهم ،
مثلما رأينا كيف انساق النظام السابق وراء المخططات الإمريكية والتي تهدف إلى فصل اليمنيين عن هويتهم ونفيهم عن دينيهم وجعلوامن الوهابية مرتكز لمخططهم الذي عاث في العقول واصبح يبدع كل مامن شأنه ان يربط النفس البشرية بدينها وخالقها وأصبح الناس في غفلة إلا القليل منهم إلى أن جاء الشهيد القائد “السيد حسين” (سلام ربي عليه) وأعاد للناس انتمائهم الايماني واحياء فيهم مبدأ الولاء لاولياء الله والبراء من أعدائه الذين يسعون حثيثاً لجرف الهوية الإيمانية واستطاع السيد “حسين” أن يُحي فيهم ما كانت الوهابية قد طمسته من قلوبهم وفي سبيل ذلك دفع حياته ثمناً وحياة الكثير من أهله وأتباعه بعد أن أنتشرت حالة الوعي بشكل كبير ،
ماجعل قوى الشر تتكالب على اليمن وشعبه وتشن عليهم عدوان لم تتعرض له دولة من قبل واستخدموا فيها القريب والبعيد والمسلم والكافر الذين تبرعوا بأنفسهم في سبيل تفتيت الهوية الإيمانية اليمانية وتحت مسميات دينية كاذبة !!
لكن وبفضل الله وبفضل وجود القيادة الحكيمة متمثلة بالسيد “عبدالملك” سلام ربي عليه الذي لاتكاد تخلوا خطاباته ومحاضراته من التذكير لليمنيين بهويتهم الإيمانية ويحذرهم من الحرب الناعمة التي تضر بالنفوس بشكل أكبر من الحرب العسكرية وبوعي اليمنيين وحكمتهم المشهود لها وبذلك استطاعوا هزيمة كل تلك المخططات وكل المحاولات لفصلهم عن هويتهم والقضاء بشكل عام على الإيمان والدين الإسلامي والقضاء على المسلمين وجعلهم مجرد تابعين للصهيونية والمأسونية
ونحمد الله أننا لم نكن كما أرادوا بفضل هويتنا الراسخة في قلوبنا وإن زاغت بعض الشيء في قلوب البعض.
وكما قال السيد عبدالملك في احدى محاضراته تحت عنوان (الإيمان يمان) بأنه حتى وإن إنتصرنا فستظل حربهم على الهوية الإيمانية مستمرة وطالما لم يتمكنوا من السيطرة على أرواحناو تفكيرنا وأخلاقنا فلن يستطيعوا مطلقاً السيطرة على أرضنا وسيادتناولذلك يجب علينا أن نكون واعيين بأهمية أيماننا ونحصن هويتنا من كل مايلوثها من تلك الاوبئة والافكار الخبيثة وحتى نبقى المؤمنين الذين وعدهم الله بالنصر والدفاع عنهم كما قال في كتابه الكريم (إن الله يدافع عن الذين آمنوا).

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق