ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية الثامنة عشرة للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ (غزوة بدر الكبرى)

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ اتجهت قريش لأن تتزعم الحرب أيضاً على المستوى العسكري ضد رسول الله والإسلام والمسلمين مستغلة نفوذها وتحالفاتها وتأثيرها الكبير في مختلف القبائل من خلال موقعها في مكة وإدارة شؤون الحج والسيطرة على الكعبة فيظهرون الاهتمام بالحجاج والكعبة ويتباهون ويفتخرون بذلك فجاء قول الله: (مَا كَانَ لِلْـمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ) عندما كانوا يستغلون سيطرتهم على مكة ومن لهم الولاية على مكة وإدارة شؤون الحج وكل هذا محكوم بالاستغلال وتحت سقف الاستغلال.

_ كان تحرك النبي وتحريكه للمستجيبين معه من المسلمين تحركاً نشطاً وفعالاً بقدر ما للمسألة من اهميتها الدينية واهميتها في الواقع والله وجه الكثير للتحرك الفاعل وبنشاط كبير لقوله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) خرج النبي بأمر من الله ولم يكون موقف شخصي بل مسألة ايمانية فيها استجابة لأوامر الله تعالى بكل جدية فمن جهة كان الأعداء بعدتهم وعتادهم وتأثيرهم في الساحة ومن جهة أخرى كانت حالة التخذيل والتثبيط التي يقوم بها المنافقون والذين في قلوبهم مرض وهم يثبطون الناس ألّا يستجيبوا لرسول الله ويعملون أيضاً على إخافتهم وتشكيكهم في صحة الموقف وحكى الله عنهم :(إِذْ يَقُولُ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وفي المقابل إضافة إلى مالدى المنافقين هو موقف البعض من الذين استجابوا ولكن مع حالة القلق والتردد والجدال لقوله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ).

_ كانت غزوة بدر هي فاتحة الاشتباك الشامل وبدأت حركة السرايا المجاهدة التي كان يبعثها النبي صلوات الله عليه وعلى آله فكانت أول سرية في الشهر السابع من السنة الاولى للهجرة النبوية سرية حمزة بن عبد المطلب واستمرت السرايا والغزايا ومواجهة كل تلك الاخطار من جانب النبي بتحرك نشط وجاد.

_ في قوله تعالى: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْـمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا) كانت تأتي للنبي تلك التوجيهات فيستمر فيها وكنشاط بارز كان من أبرز انشطته العملية وفي جدول أعماله كان من أهم أعماله التي أعطاها الوقت والجهد والاهتمام هو الجهاد في سبيل الله فكان من السنة الاولى إلى السنة الثامنة التنقلات والمتغيرات والمواقف للتصدي لمختلف الاعداء والحروب التي كانت مباشرة مع العرب والتي كانت تصدي للمشركين من العرب ومن تحالفوا معهم من اليهود ثم الحرب الكبرى مع الروم في غزوة مؤتة كذلك الحرب والتصدي لهم في غزوة تبوك.

_ كان من أبرز أعمال النبي هي أبرز فريضة تحدث عنها القرآن الكريم وهي الجهاد وبقدر مانرى المساحة الواسعة في آيات القرآن التي تتحدث عن الجهاد بقدر ماكانت حاضرة وموجودة في نشاط واهتمام وتحرك النبي كانت حاضرة في عمله وواقعه العملي وهذا يبين لنا كمسلمين من خلال حركة النبي وجهوده والتي أثمرت وتحققت بها المتغيرات وصولاً إلى فتح مكة وما تلاه من متغيرات من خلال القرآن الكريم وذلك الحديث الواسع بكله هو كافٍ لإدراك المسلمين أهمية فريضة الجهاد
أولاً من خلال الاقتداء برسول الله فهو القدوة والأسوة لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا).

_ القرآن في حديثه الواسع عن الجهاد تحدث من جوانب كثيرة وفي مقدمة ماتحدث به عن الجهاد
أنه ضرورة واقعية يلبي ويسد حاجة يحتاجها الناس المؤمنون و لابد منه في واقعهم وقد قال تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ).

_ ظروف حياة البشر وجزء أساسي من واقع حياتهم هو حالة الصراع فإذا لم توجد حالة الردع للحد من طغيان المجرمين وشرهم ومنكرهم وباطلهم فكل شرهم وطغيانهم ومنكرهم يتجه إلى واقع البشر وحياتهم وستفسد حياة الناس في كل شيء ويصبح كل شيء في الحياة فاسد ولابد من الجهاد ليكون هو الوسيلة للحد من كل شيء يقومون به.

_ نتعلم درس لأمتنا اليوم أن المراحل التاريخية التي عُطلت فيها فريضة الجهاد في سبيل الله ونسيتها وتركتها وأعرضت عنها كانت هي أخطر المراحل واكبرها نكبات على هذه الأمة.

_ الكوارث الكبيرة التي مرت بها الأمة هي أن تتجه إلى تعطيل فريضة الجهاد وإخراجها من حيز اهتمامات الأمة.

_ في واقعنا كمسلمين نلاحظ أن الذين انضموا إلى صف أمريكا وإسرائيل كما هو حال النظام الإماراتي وآل خليفة في البحرين والنظام السعودي وتحت عنوان السلام طبعوا مع اسرائيل واظهروا ماكانوا يخفوه من تعاونهم مع العدو الصهيوني الإسرائيلي وأنهم لايريدون المشاكل ويريدون السلام في المنطقة إلى درجة أن يضحى بكل شيء في سبيل السلام كالكرامة والمقدسات والأوطان وكل شيء هذا فقط اذا كان لإسرائيل ومن أجل أمريكا اما تجاه الاخرين فيظهرون متوحشين وعدوانيين إلى أشدّ مستوى من العدوانية لا يريدون سلاماً ولا استقرارًا بل يشاركون في الحروب ويدعمونها و ظهر موقفهم العدائي تجاه كل من يتصدى لإسرائيل وظهروا سيئين حتى تجاه المجاهدين في فلسطين ووصفوهم بالإرهاب ويحاربونهم إعلامياً واقتصادياً وغير ذلك.

_في ظل هذه التحديات المعاصرة والذي نرى فيها استهدافنا كأمة في كل يوم هناك استهداف للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين يبين هذا أننا أمة لنا اعداء يستهدفوننا في كل أمورنا ولهذا علينا أن نتحرك بروحية إيمانية ونعلم أن الله جعل الجهاد وسيلة لحماية الناس وهذه الثقافة الواعية هي ثقافة الشهيد الصماد حمل هذه الروحية ويعي أن خدمة والدفاع عن شعبه والاهتمام بأمور شعبه هو جزء من اهتماماته الإيمانية والدينية يتقرب بذلك إلى الله تعالى وجعل من كل جهده منطلق للتضحية والعطاء والفداء للدفاع عن كرامة الشعب فلقي الله شهيداً نقياً وكان نموذج متميز في ذلك كله.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق