ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية العشرين للسيد القائد (سلام الله عليه) (ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام) 1443هـ

ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية العشرين للسيد القائد (سلام الله عليه) (ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ من أبرز الأحداث التي وقعت في شهر رمضان لسنة 40 هـ في ليلة 19 رمضان استهداف أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب وهو خارج للمسجد لصلاة الفجر فأصيب في عملية استهدافية استهدفه أشقى الأشقياء ابن ملجم لعنهُ الله وفي ليلة 21 التحق أمير المؤمنين بالرفيق الأعلى شهيداً وفي لحظة إصابته بالسيف قال مقولته الشهيرة (فزت ورب الكعبة) وذلك الاستهداف كان من أكبر المآسي للأمة.

_ أمير المؤمنين قال عنه رسول الله مبيناً منزلته ومقامه العظيم عند الله ودوره في الإسلام: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) هو من له المرتبة الثانية بعد رسول الله.

_ اُستهدف أمير المؤمنين بسيف محسوب بأنه منتسب للأمة وكان وراء ذلك تدبير وسعي الذي تزعّمها الطغيان الأموي في تلك المرحلة.

_ يحدثنا الله في القرآن عن فظاعة جريمة استهداف أي انسان مؤمن في قوله: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) على مستوى مؤمن واحد من سائر المؤمنين لا يشترط أن يكون قد بلغ أعلى مراتب الإيمان وكان من أشد الوعيد الذي جاء في القرآن الذي تحدث عن جرائم محددة فما بالك عندما يكون المستهدف هو أمير المؤمنين هو أسبق المؤمنين إيماناً.

_ يحكي لنا الله في حديث قدسي عن الإمام علي قائلاً : (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة) لأن العداء لأمير المؤمنين لم يكن عداء لشخصه أو لاسمه بل لدوره وثقافته ووعيه ودوره مرتبط بالحركة الرسالية.

_ قال رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في الإمام علي: (علي مع القرآن والقرآن مع علي) فهذا التلازم لم يفارق علي ولو للحظة واحدة في كل مواقفه وحركته عليه السلام الذي كان يجسد الحق في كل مواقفه لقوله صلى الله عليه وآله: (علي مع الحق والحق مع علي).

_ كان لعلي مقامه العظيم وهو الذي قال عنه رسول الله في ليلة الغدير: (اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه) فمن عادى الإمام علي فهو عدوٌ لله.

_ الإمام علي بتلك المنزلة عند الله وفيما يعنيه لنا كمسلمين أن حبه إيمان وبغضه نفاق فمن يبغض ويكره ويستاء من علي فهو منافق ولم يدفعه إلى ذلك إلا نفاقه.

_ علي في دوره فيما يتعلق بالرسالة الإلهية هو وزير رسول الله وهو إمام المتقين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين وولي المؤمنين لقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) في هذا الدور المهم الذي يمثل امتداد للرسالة الإلهية ندرك فظاعة وشناعة ذلك الاستهداف وآثاره السيئة.

_ في مرحلة التنزيل كان علي هو الرجل الاستثنائي فكان في غزوة بدر الكبرى هو الأعظم اسهاماً في تضحيته وعطائه وتفانيه وما حققه الله على يديه من ضربات على الأعداء.

_ في غزوة أحد كان له الدور المحور والمتميز جداً بالذات مع الانتكاسة التي حصلت مع المسلمين فثبت أمير المؤمنين مع القلة الذين ثبتوا فوصل إلى الدرجة التي أعجب بها جبرائيل فقال: (إن هذه لهي المواساة) من التضحية والأداء العظيم وقال رسول الله: (إنه مني وأنا منه) وقال جبرائيل: (وأنا منكما) .

_ في مقام الخندق كان موقف علي هو الموقف الاستثنائي والعظيم الذي عبر عنه الرسول بتلك العبارة الشهيرة: (برز الإيمان كله على الشرك كله).

_ في غزوة خيبر كان هو فاتح خيبر بعد أن قال رسول الله: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كراراً غير فرار يفتح الله على يديه) يبين لنا كيف هي المنطلقات التي هي فطرية قبل أن تكون إيمانية فاجتمعت الفطرة والإيمان وبرزت في ذلك الرجل.

_ في فتح مكة كان هو حامل راية رسول الله وكان هو الحاضر كرجل أول من أعوان رسول الله بإسهامه الأول الذي يتجسد فيه السبق والتميز.

_ في قوله تعالى: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْـمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَـمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَـمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) كان من الطبيعي أن يكون تأثير المنافقين بعد وفاة رسول الله أكثر خطورة من عصر رسول الله ويتجه إلى الجوانب الفكرية والتأثير على جوانب الأمة والنبي حذر منهم فلم ينتهوا برحيل رسول الله وأكد أنهم سيتواجدون في كل جيل وكل عصر وجاء في قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) فهم أخطر فئة من غيرهم على الأمة وأكد ان لهم أشد العذاب لقوله تعالى: (إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).

_ من أخطر الأدوار التي ينشط فيها المنافقون:
_ حالة التحريف لمفاهيم الإسلام فكان من حمل لواء النفاق وتحرك حركة النفاق ليصلوا إلى موقع القرار في الأمة هم بنو أمية وهذه من أخطر الأمور على الأمة فكان علي هو الحصن الحصين والسد المنيع الذي تصدى للطغيان الأموي.

_ من أكبر المخاطر والكوارث التي حدثت بعد استشهاد الإمام علي هو تمكن حركة النفاق الأموي من السيطرة الكاملة على الأمة الإسلامية.

_ ماينبغي أن نحرص عليه هو أن نستفيد مما يتعلق بالانطلاقة الإيمانية الجادة الصادقة لمواجهة الأعداء عندما اخبر رسول الله الإمام علي عن خبر استشهاده فقال الإمام علي لرسول الله: (إنها ليست من مواطن الصبر إنها من مواطن البشرى والشكر) يرى أن الشهادة نعمة يشكر الله عليه وقال أيضاً عندما أخبره الرسول عن استشهاده: (أفي سلامة من ديني يارسول الله قال نعم قال إذاً لا أبالي) كان يحرص على ان الدين في مقدمة كل شيء والمهم هو سلامة الدين ويجب علينا أن نستفيد من وعي علي وثقافة علي وسنكون أقدر وأعلى في مواجهة التحديات لأنها منهجية يفوز من عليها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق