ممّا ورد في المحاضرة الرمضانية الثانية والعشرون للسيد القائد (سلام الله عليه) 1443هـ

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ من أهم المبادئ الإسلامية والفرائض الدينية والمتطلبات المهمة لواقع الحياة هي: الاعتصام بحبل الله جميعاً والتوحد بين المؤمنين التي لا بد منها لتحقيق التقوى والإلتزام الإيماني.

_ المشروع الإلهي هو مشروع جماعي لأن الواقع البشري هو مشروع مترابط يجمع ويرسم المسؤوليات الجماعية التي يترك فيها المؤمنون وهو عامل قوة و معروف أن في التوحد قوة والتفرق ضعف.

_ التوحد والتآخي والتعاون والألفة من أهم عوامل الاستقرار الداخلي.

_ الاعتصام بحبل الله من الفرائض التي لا تحضى بالاهتمام المطلوب على المستوى العملي في الواقع ويلقى ذلك محاربة شرسة جداً من الشيطان وأوليائه.

_ أوامر الله في القرآن التي تتعلق بهذا الموضوع كثيرة وصريحة وواضحة ومؤكدة ومايبقى هي الاستجابة للله تعالى فيقول سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) يرسم الله لنا في القرآن أرقى مستوى وأعظم نموذج من الوحدة التي تفوق أي وحدة وهي الوحدة الإيمانية فنعتصم جميعاً ويقدم الله لنا أساسها المتين القوي العظيم فيكون بنيانها قوي وصلب ومحكم.

_ من أكبر العوامل المؤدية إلى الفُرقة والاختلاف هي:
_ الاختلاف على المستوى الفكري والرؤى فلا بد في التحرك الجماعي من الأخذ بأسباب الفرقة والاختلاف فقد جاء الأمر الإلهي في قوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) يفيد أن يكون الاعتصام جماعي ويأتي بعده (وَلَا تَفَرَّقُوا) تأكيد يبين خطورة التفرق وأنه يعتبر من الذنوب والجرائم والمعاصي ويقول الله تعالى في أمره لصلاح ذات البين:
(إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقوله: (وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) للحفاظ على الوحدة والأخوة والتعاون وقوله: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) وقوله: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وعد صريح وهذا الذنب كفيل أن يدخلك جهنم حتى لو كنت تتظاهر بالاهتمام بصلاتك والاهتمام بالأعمال الأخرى ولكنك ممن يتجه اتجاه الفرقة والشتات.

_ في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) يخاطب الله نبيه أن هؤلاء لاعلاقة لهم به ولا بالدين.

_ في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تباغصوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله أخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام) فالقطيعة المبنية على جفاء قطيعة متعمدة يجب التخلص منها قبل أن تطول.

_ وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: (لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا) فمن أكبر مشاكل الأمة أنهم فرطوا في هذا المبدأ العظيم ودفعوا الثمن الباهض نتيجة لذلك.

_ دخلت الفرقة بكل أشكالها بين العالم الإسلامي على مستوى الفكر السياسي واستغل الأعداء ذلك من جانبهم على المستوى الجغرافي وقسموا الأمة ويعملون بشكل مستمر فأوصلوا المسلمين إلى ما وصلوا إليه من الشتات والفرقة.

_ دخل الأعداء بالفتنة التكفيرية ليوسعوا ويعمقوا جراح هذه الأمة أكثر وأكثر.

_ من العوامل التي تشتغل للتفرقة هم التكفيريون فهم منافقون ولهم سمة معينة أنهم يعملون على حالة الفرقة على المستوى العام.

_ عندما نأتي إلى واقعنا لنرى ما الذي يساعدنا على ترسيخ وتقدير الأخوة الإيمانية فالله جعل الأساس الذي تبنى عليه هو النور والبصيرة ولا نتحرك وفق أهوائنا.

_يجب التحرك في إطار المسؤولية الجامعة لقوله تعالى: (وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ومن ضمن مواصفاتهم الإيمانية جاء في قوله تعالى: (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ).

_ ومن العوامل التي تساعد على الأخوة الإيمانية والحفاظ على وحدة الكلمة من كل الجوانب أن الله يؤلف بين قلوبهم و القرآن الكريم يخلص النفس البشرية من الأنانية والكبر والطمع والجشع وزكاء النفس يجعل الروح الإنسانية قريبة من الأخوة وليس فيها مايصنع السلبيات والحسد.

_ كذلك من مواصفاتهم أنهم (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) وهي الصفة السائدة فيما بين المؤمنين وأنهم يهتمون بشؤون بعضهم.

_ كذلك يتعاملون بمنتهى التواضع ليس فيهم الجرأة و القسوة والغلضة بل هم بعيدون عن كل ذلك لقوله تعالى: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ).

_ يتميزون بكظم الغيظ حتى إذا بدر من أخيه المؤمن مايزعجه فهو لا يبادر بالإساءة او الاتهام والكلام الجارح لقوله تعالى:(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) فالغيض هو أشد حالة من حالات الانفعال والبعض إذا عانوا من هذه الحالة لم يعودوا يلتزمون بأية ضوابط.

_ حالة سيئة عندما يحلف الإنسان اليمين الفاجرة فيضيف إلى ذنبه ذنب.

_ في قوله تعالى: (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) تجاه ماقد يبدر مما يستفزهم هم لا يبادرون بكل سرعة وجرأة وشدة ولا يعيشون حالة العقدة والانتقام من كل شيء.

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق