الاستحقاق الإلهي ومعركة البحر

تتعرض غزة واهلها لحرب ابادة تحرمها جميع الأديان وكل المواثيق والفطرة الإنسانية في ظل حصار مطبق وعدم تكافؤ بين الطرفين على المستوى العسكري.
وكان الموقف الطبيعي من دول العالم وقادتها هو العمل الي جانب نصرة المظلوم اوالسعي الجاد لإيقاف الحرب وتسوية الخلاف أو على أقل المستويات هو الحياد و إلزام الطرفين باحترام المواثيق والقوانين الدولية لكن هذا لم يحدث وحدث العكس ورأينا اكبر دول العالم تقف الي جانب الغاصب المعتدي والمجرم الظالم في موقف تجاوز كل الاعتبارات بداية من القوانين والمواثيق الدولية التي طالما تتغنى بها ولم تراعي رأي شعوبها ولا مشاعر العالم الإنساني ولم تحترم ايضا مشاعر الأمتين الإسلامية والعربية و الاسوء من هذا كله أنها سمحت لنفسها نصرة الظالم وتحرم على غيرها الدفاع عن المظلوم.
وحين قرر الشعب اليمني الدفاع عن المظلوم ونصرة الحق في موقف إنساني والتزام ديني وقومي تجاه ما يحصل للفلسطينيين من حصار وقتل في موقف واضح وانساني يهدف إلي رفع الحصار وإيقاف الحرب من خلال ايقاف حركة السفن الاسرائيليه أو المتجهه الي اسرائيل وايقاف التمويل والدعم عنها لتوقف حصارها وحربها العبثية والاجرامية حينها جن جنون المستكبرين في هذا العالم وبدلا من أن يكونوا أداة خير وسلام ويدعوا الكيان الغاصب الي رفع الحصار وايقاف الحرب ذهبوا الي التصعيد و عسكرة البحر الاحمر في موقف يجعل حركة التجارة العالمية على المحك وأمام خطر يهددها ويهدد العالم خدمة لاسرائيل.
وهي بتصرفها هذا تعبر عن حالها في قول الله عز وجل حين حكى عن فرعون { قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَآ أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ} (غافر:٢٩) وهنا كان فرعون ومن معه من جهه وموسى اتباعه من جهه اخرى أمام استحقاق الهي حيث يقول سبحانه وتعالى {إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعٗا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةٗ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِين وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ} القصص صدق الله العظيم والواضح أن كل ما صدر عن فرعون قد صدر من امريكا وبريطانيا ومن يدور في فلكهم وقد حان وقت السقوط للطغاة والمستكيرين بإذن الله .
توفيق المحطوري

مقالات ذات صلة

إغلاق