بعد الرد الإيراني، تبين ان إسرائيل احتلت العالم العربي وهودت المسلمين، والشيعة بخطر حقيقي

**
*بقلم ناجي أمهز*

لقد ثبت ان ايران امة عظيمة حفرت اسمها في كرسي العرش بأنها أمة لا تركع إلا لله، وان ايران حقيقة قولا وفعلا هي ضد اسرائيل وتعمل لتحرير فلسطين وشعب فلسطين المستضعف، ولكن للأسف هؤلاء هم العرب، تآمروا مع معاوية ضد الإمام علي الذي كان يريد أن يبني لهم دولة العدالة الإنسانية، حتى قتلوه في المحراب يصلي، ثم تآمروا مع يزيد على الإمام الحسين الذي خرج ليدافع عنهم.

نعم إيران هكذا هم العرب تآمروا مع العباسيين على الأمويين، ثم تآمروا مع العثمانيين على العباسيين، ثم تامروا مع الانجليز على العثمانيين، ثم تامروا مع الامريكيين على البريطانيين، ثم تامروا مع الاسرائيلي على الامريكي، واليوم يتامر العرب والاسرائيليين على اتباع الامام علي ابن ابي طالب، اذا التاريخ يعيد نفسه.

لكن أخطر ما حصل بالأمس أنه تبين أن الخطر الحقيقي على إسرائيل ليس إيران ولا حتى الجمهورية اليمنية او المقاومة العراقية، بل هو حزب الله.

كما تبين أن إطلاق عشرة آلاف صاروخ ينطلقون من إيران واليمن والعراق لا يعادلون صواريخ حزب الله التي قد تطلق من جنوب لبنان، لذلك شيعة لبنان اليوم أمام واقع ومعادلة خطيرة جدا.

لذلك أنا حزين جدا على درجة الانحطاط والانبطاح التي وصلتها غالبية الدول العربية وشعوبها التي تبين أنها لا تقل تبعية وعمالة لإسرائيل، عن أي مستوطن إسرائيلي يحمل الجنسية الإسرائيلية.

وأنا لست ضد أي زعيم عربي يريد أن يقبل حذاء نتنياهو، أصلا غالبية زعماء العالم يقبلونه، لكن الفرق أن نتنياهو لا يستطيع أن يقتل مباشرة في تلك الدول، مع أن نتنياهو قادر على حذف أي شخصية غربية عن وجه الكرة الأرضية في الغرب، لكنه يستخدم القوانين مثل قانون معاداة السامية.

لكن في العالم العربي نتنياهو يرتكب المجازر، يقتل الأطفال، يدمر المساجد والكنائس والمستشفيات. يعني أيها الزعيم العربي عندما تركع على ركبتيك وتنبطح على بطنك وأنت تزحف لتقبل حذاء نتنياهو، اقله فكر في عقلك أن تترجاه ليوقف قتل الأطفال، بمعنى أوضح ابحث عن أي شيء أخلاقي يبرر فعلتك هذه.

اعذروني على هذه المقدمة لكن لا أعرف كيف أصف أن تقوم بعض الدول العربية بإسقاط الصواريخ والمسيرات التي من المحتمل أن تصنع فرقا يستفيد منه العرب والمسلمون.

لقد تبين أن هذه الشعوب العربية وهؤلاء الزعماء العرب الذين رفضوا فتح المعابر أو حتى القيام بتظاهرة لوقف القتل في في فلسطين ليسوا فقط على الحياد بل هم يرفضون حتى أن تتدخل إيران لتوقف نتنياهو عن قتل الأطفال والنساء في غزة.

مما يعني فعليا أن هذه الحكومات وهؤلاء الشعوب بغالبيتهم هم في دولة إسرائيل الكبرى، نعم عندما تغلق جمهورية اليمن البحر أمام البضائع الإسرائيلية وتأتي دول عربية تقوم بالتبرع بثمن الطعام وترسلها إلى إسرائيل يعني هذه الدول هي تابعة لحكومة إسرائيل.
.
عندما تقوم هذه الدول بتسخير جيوشها للدفاع حتى بالدم عن إسرائيل يعني هذه الدول والجيوش تأتمر بأمر القيادة العسكرية الإسرائيلية.

عندما يتظاهر المستوطنون الإسرائيليون في الكيان الإسرائيلي رفضا لسياسة نتنياهو، بينما يمنع نتنياهو العرب التظاهر اعتراضا على استباحة دمهم، يعني إسرائيل هي التي تتحكم مباشرة بالراي العام العربي.

أمام هذا الواقع المرير والمؤلم نجح العقل اليهودي بتحويل كل متر من الأراضي العربية إلى منصة تدافع عن إسرائيل كما نجح العقل اليهودي بتحويل العرب إلى منصات عبر السوشيال ميديا والإعلام وعلي منابر المساجد، وظيفتهم الدفاع عن إسرائيل، مما يعني بانت إسرائيل نجحت باحتلال العالم العربي من الفرات إلى لنيل.

وأمام هذا الواقع الجديد على المستوى السياسي والعسكري، يظهر أن الفئة الوحيدة التي هي ضد إسرائيل هم الشيعة فقط، نعم هم الشيعة فقط ضد إسرائيل ومعهم بعض الثائرين من مختلف دول، ولكن الحقيقة المجردة أن كل هؤلاء الثوار لا يغيرون بالمعادلة الحقيقية.

وعندما نقول إنه يوجد فقط مليون شخص شيعي في العالم العربي ضد إسرائيل التي هي ممتدة على مساحة العالم العربي، يعني حكما أن كل هؤلاء الزعماء والشعوب العربية التي منعت الصواريخ والمسيرات الإيرانية من الوصول إلى أهدافها العسكرية المعادية في فلسطين، هم ضد الشيعة كما هم اليوم ضد جزء من الشعب الفلسطيني الذي يقاوم بغزة دفاعا عن أرضه والمقدسات الإسلامية.

إذا اليوم الشيعة في لبنان بخطر، وخطر حقيقي، خطر وجودي، فالدول العربية والغربية التي تعمل على قتل 2 مليون عربي مسلم سني وطردهم من غزة خدمة لإسرائيل، لن تتأخر بالعمل على قتل مليون شيعي وإخراجهم من لبنان أو اقله تدمير الجنوب والضاحية وقصف البقاع.

لأن هؤلاء الحكام العرب والشعوب العربية أصبحوا منزعجين أكثر من الإسرائيليين، من الموقف الشيعي المناهض لإسرائيل، ومن القتال الشيعي ضد إسرائيل، بل إنهم يشعرون أن الموقف الشيعي يكشف عورتهم وعمالتهم لإسرائيل.
.
أمام هذا المتغير التي كشفته الصواريخ الباليستية والمسيرات الإيرانية، فإن شيعة لبنان اليوم بحاجة إلى استراتيجية سياسية جديدة ومختلفة كليا عما سبقها.

بالمختصر، قيادات الطائفة الشيعية بحاجة إلى دعوة النخب الشيعية لإنتاج ورقة عمل سياسية لا تقل أهمية عن ما قامة فيه المقاومة طيلة نصف قرن.

وكما المقاومة وضعت كل إمكانياتها بخدمة الترسانة العسكرية، فإنه اليوم من المهم أيضا الاهتمام بالسياسة والإعلام وبواقعية سياسية.

نحن اليوم في شرق أوسط جديد…

مقالات ذات صلة

إغلاق